بمناسبة الأول من أيار (يوم العمال العالمي).. بيان صادر عن “المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية”
يحيي العمال في المنطقة العربية والعالم، الأول من أيار لهذا العام في ظل أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية استثنائية، فالهمجية الامبريالية التي تقودها الإدارة الأمريكية، تتوسع، والنهب والاستغلال الذي تعيشه شعوب الجنوب، وشعوبنا العربية وطبقتها العاملة يتفاقم.
نعيش أوضح مظاهر البربرية والبلطجة الأمريكية والغربية المتوحشة، واستخدامها الحصار كوسيلة حرب استعمارية على الشعوب والدول التي ترفض الانصياع للإملاءات والغطرسة الامبريالية الامريكية.
ها نحن نشهد عدواناً منظماً على الشعب العربي الفلسطيني، تمارسه يومياً دولة الإرهاب (الكيان الصهيوني)، التي تعمل على طمس الهوية الوطنية الفلسطينية، بآلة حربها العنصرية، المخفر المتقدم للمصالح الامبريالية في المنطقة، إلى جانب ما تمارسه الامبريالية الامريكية من حصار مجرم ضد كوبا، وفنزويلا البوليفارية، وسوريا، وإيران، وروسيا، وكوريا الشمالية.
هذا الحصار الذي يستهدف صمود شعوب الأرض ويسعى لإخضاعها وإعادتها إلى مربع التبعية والارتهان، وسلب سيادتها واستقلالها.
نحيي الأول من أيار، ونؤكد أنه يشكل مناسبة لتشديد نضال الطبقة العاملة من أجل وحدتها للدفاع عن حقوقها، وتبوأها السلطة السياسية، طريقاً أساسياً لتحقيق العدالة الاجتماعية والتخلص من الاستغلال الطبقي.
إن ما تعيشه الطبقة العاملة وعموم الكادحين في شتى بقاع الأرض، ومن ضمنها وطننا العربي، من ارتفاع في معدلات الفقر ونسب البطالة في صفوف القوى العاملة، والتي وصلت إلى نسب غير مسبوقة، وتحديداً في أوساط الشباب والمرأة، وفقدان مئات الآلاف من العمال لوظائفهم بفعل الجائحة وسوء إدارتها بفعل السياسات الليبرالية الجديدة، وركاكة سياسات الحماية الاجتماعية للعمال والفقراء في ظروف الأزمات والكوارث، والتطاول على صناديق الادخار للعمال، وتعسف الانظمة السياسية العربية المنهجي لإضعاف وتحطيم النقابات العمالية المناضلة، والنيل المنهجي من هامش الحريات العامة والحقوق الديمقراطية، وفي مقدمتها حق العمال في تشكيل نقابات عمالية جديدة مستقلة عن أجهزة وهيمنة الحكومات عملاً بحق “تأسيس التنظيم النقابي العمالي” الذي كفلته المواثيق والمعاهدات ذات الصلة.
كل هذه التحديات والانتهاكات تأتي نتيجة لهيمنة وقمع حكومات الأنظمة العربية المتحالفة مع الأوليغارشية الداخلية وقوى الهيمنة الاستعمارية وأدواتها الأبرز، صندوق النقد والبنك الدوليين. لا بل وتعدت ذلك بقطع الطريق أمام النضال الشعبي والعمالي للمطالبة بالحقوق السياسية والاقتصادية، مستخدمة كل وسائل القمع والاستلاب للحرية، التي بقيت مفرداتها حبيسة النصوص الدستورية.
إن بعض الحقوق والمكتسبات التي ناضل وقدم من أجلها التضحيات، عموم الشغيلة، يتم الآن السطو عليها من قبل معظم الحكومات العربية، التي باتت تمثل أداة للقهر الطبقي – الاجتماعي والسياسي. هذه الحكومات وبحكم بنيتها الطبقية اصبحت تمثل عضوياً مصالح الرأسمالية الليبرالية، ورأس المال المالي والمصرفي، وتخلت عن التزاماتها أمام جماهير أمتنا في توفير الحدود الدنيا التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية من الحق في العمل والتعليم والصحة وحرية التعبير.
ان المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصهيونية والرجعية، يؤكد لهذه القوى مجتمعة، بأن مَن غير وجه العالم، والتاريخ هي الطبقة العاملة والشعوب المناضلة، لأنها صانعة التحرير للبشرية والمجتمع من الظلم والاستغلال الطبقي والاجتماعي، وهي القادرة على فعل ذلك رغم كل المعيقات.
اننا في المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية، ونحن نحيي الأول من أيار، نؤكد بأن العمال هم عنوان الفداء والتضحية والشهادة في كل المعارك الوطنية والنقابية، فهم يمثلون كل الذين يأكلون لقمة عيشهم من كدحهم وعرق جبينهم، عمالاً، أجراءً، مزارعين، موظفين مدنيين، متقاعدين، متعاقدين، ومتعطلين عن العمل من النساء، والشباب.
إلى كل الذين يبيعون قوة عملهم، نوجه تحية تقدير واكبار، وننحي اجلالاً لأرواح شهداء الطبقة العاملة في الوطن العربي والعالم.
كما نوجه التحية لكل الثائرين الذين رووا بدمائهم تراب اوطانهم في مجابهتهم للاستعمار والإرهاب، ومعهم كل الذين يتصدون للفساد المستشري في أوساط الأنظمة التابعة والمرتهنة والعملية للأجنبي.
اننا في المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية، ومن موقع المسؤولية بالدفاع عن حقوق الطبقة العاملة العربية، نرى الحاجة لبناء مبادرة استراتيجية عربية شاملة توحد نضالات العمال والشعوب العربية، وفي هذا السياق نؤكد على ما يلي:
1) دعم نضالات عمال وشعوبنا العربية في انتفاضاتهم ونضالاتهم بوجه أنظمة القهر والاستبداد والاستغلال، من اجل بناء دول ديمقراطية علمانية ذات اقتصاد وطني منتج قادر على تحقيق النمو وتأمين فرص العمل والتصدي لخطر الانهيار المالي، ومنفتح على خيار التكامل الاقتصادي العربي خدمة لشعوب المنطقة وعمالها، والخلاص من نماذج الاقتصاد الرجعي التابع الذي شكل أداة من أدوات ارتهان القرار الوطني والسياسي والاقتصادي للإمبريالية الأميركية والنهج الليبرالي الجديد عبر اذرعها المتمثلة بصندوق النقد والبنك الدوليين.
2) الحاجة للربط بين الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وحماية مكتسباتها والدفاع عن حقوق شعوبنا في تحررها الوطني وسيادتها واستقلالها.
3) التصدي للسياسات الحكومية التي تميز المصارف والمؤسسات المالية الكبرى والشركات الاحتكارية وتعفيها من الضريبة التصاعدية على الدخل والأرباح، وتزيد معدلات الدين العام وتعمل على تسديد اقساطه وخدمته من أموال الفقراء عبر ضريبة المبيعات والضرائب غير المباشرة التي يدفعها فقراء شعوب أمتنا.
4) تعرية سياسات الخصخصة، وبيع الأصول الوطنية، والمقدرات ومصادر الثروات الطبيعية والطاقة، ما ساهم في زيادة الركود والانكماش في الدورة الاقتصادية، وتراجع دور القطاعات الإنتاجية الصناعة والزراعية.
5) تجريم استخدام سلاح “الطرد التعسفي” بحق النقابيين العماليين وسيلة للتأثير على النشاط العمالي النقابي، وتبهيت دوره وجدواه، وترهيب العمال وقياداتهم الشجاعة.
اننا في المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية نتوجه لعموم الشغيلة، الفئة الأكثر تضرراً من هذه السياسات، إلى توحيد جهودهم وتحديد أهدافهم السياسية والمطلبية من على قاعدة
صياغة البرنامج البديل الذي يعيد الاعتبار لدور الدولة في إدارة القطاعات الاستراتيجية في الاقتصاد الوطني، ويحفز التوسع في القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية والاستخراجية والتحويلية، ويؤسس لامتلاك التكنولوجيا الصناعية، وتحويل البحث العلمي في الجامعات إلى محرك الاعتماد على الذات لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والتنمية الشاملة دون الارتهان والتبعية للأجنبي.
كما أننا في المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية نؤكد على رفض كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ونسعى للعمل على قوننة تجريمه مهما كان شكله.
نؤكد على رفض كل المعاهدات والاتفاقيات والمعاهدات المذلة مع هذا العدو الذي يسعى إلى ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد المتصهين ونعمل على اسقاطها بما هو متاح من إمكانيات.
ان المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية، وبمناسبة عيد العمال يدعو كل الاتحادات والنقابات العمالية وعموم المتضررين من السياسات النيوليبرالية الى الانضمام لهذا الإطار المتجاوز للحدود، والذي بدأ خطواته الأولى في خدمة نضالات ووحدة الطبقة العاملة العربية.
إن توحدت جهودنا فسنكون قادرين على التقدم والتغيير
عاش الأول من أيار
عاش نضال الطبقة العاملة.
المجد للعمال
الحرية للشعوب المضطهدة
عشتم وعاش نضالكم
المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية
1/5/2022