عندما تفقد الكلمات معانيها
عندما يأتي أمين عام حزب ويقول أن مخرجات لجنة تحديث القوانين انتبهوا (تشكل نقلة نوعية للحياة الحزبية )، وعندما يأتي وزير ويقول في الصباح أن الحكومة لن توقع اتفاقية الطاقة والماء ويأتي وزير المياة ويقوم بالتوقيع على الاتفاقية ظهراً، وعندما يتقدم أمام الناس محاضرا ليقول لنا دعونا نفكر خارج الصندوق للإيحاء بأن الرجل مجدد ومبدع وعند الحديث تكتشف أن الرجل لم يأت بجديد.
أمثلة كثيرة تكشف لنا أن الكلمات باتت تفقد معانيها وهو مؤشر خطير يستوجب التوقف ملياً أمامه، أمين عام الحزب عندما وصف لنا مخرجات اللجنة بأنها نقلة نوعية لم يشرح للناس كيف هى النقلة النوعية وأين هو التحول والتغيير صنعوا النقلة النوعية التي تحدث عنها أمين عام الحزب، النقلة النوعية تعني الانتقال من حال الى حال وباتجاه إيجابي، هي بمثابة تحول مهم فى مسار الظاهرة المعنية.
هل زيادة عدد المؤسسين للأحزاب يشكل نقلة نوعية للأحزاب ؟ وهل التدخل في الحياة الحزبية ومؤتمراتها نقلة نوعية ؟وهل ضرب الأسس والمرتكزات الأيدولوجية للأحزاب نقلة نوعية ؟ لا يا سيدي للأسف هذا عرقلة للعمل الحزبي.
هل اعتقال المشاركين في مسيرات الرفض للتطبيع نقلة نوعية ؟ أم أن هذه التصاريح والمواقف عربون لتحقيق المصلحة الذاتية على المصلحة العامة هناك مقولة للفيلسوف الصيني كونفوشيوس (عندما تفقد الكلمات معناها يفقد الناس حريتهم) لماذا لأن فقدان المعنى وتضليل الناس بكلمات متضاربة المعاني من شأنه أن يقود الناس الى فقدان ثقتهم ببعضهم وهذا ما يقود إلى الفوضى، الكلمة تعتبر المدماك الأساس للغة، واللغة أداة التواصل فعندما تفقد الكلمات معانيها تنهار اللغة وعندها ينهار المجتمع بدوره نحن بأمس الحاجة إلى اعطاء الكلمات معانيها الحقيقية وأن نعطيها الفرصة للتطبيق .