بيان صادر عن اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
“الحرب على فلسطين”
إن الحرب لا تعني الوقائع اليومية للإقتتال الدائر فقط، وتبادل التهم عمن أطلق الرصاصة الاولى، إن الحرب تمتد أبعد في التحضير والإعداد والصراع السياسي.
تشن إسرائيل، منذ أسابيع، هجمة على الفلسطينين بدأت بالأحياء السكنية في حي الشيخ جراح لإجبار العديد من المواطنين على إخلاء مساكنهم، وقد شرع الجيش بالهجوم على المدنيين وإطلاق النار وقتل الناس العزل. وامتدت المواجهات إثر هجوم إسرائيل لتشمل عدة مدن، ثم اتخذت شكل الحرب المباشرة إثر قيام حماس والفصائل المسلحة بالرد بإطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة.
وأعلنت حكومة اسرائيل هجوماً مكثفاً بالطائرات، تحت ذريعة محاربة المسلحين في غزة، وسط دعم أمريكي مباشر ومعلن. حيث قال رئيس الولايات المتحدة الحالي بايدن إن إسرائيل لها الحق فيما تقوم به للدفاع عن نفسها. وهذا إعلان مباركة حرب إبادة ضد الفلسطينيين. لم يصرح الرئيس الأمريكي يوم كان السكان المدنيون يقتلون في حي الشيخ جراح ومدن الضفة، ولم يطالب، كما يقتضي العرف الدبلوماسي، بما يعرف بضبط النفس والدعوة لوقف القتال. لنتصور إن ترسانة نووية مثل إسرائيل تدافع عن نفسها بوجه غزة المعزولة، وسكانها المحاصرين، كما يقول رئيس الدولة الإمبريالية الأكبر في العالم.
لقد تصرف الرئيس الأمريكي بشكل عقائدي عنصري مباشر، وقد أخطأ كثيراً في تقدير حجم الدور العالمي المساند لفلسطين في كل أنحاء العالم. وكان خوفه من تعرض مكانة إسرائيل في المنطقة الى الإنكسار أو الإهتزاز أمام صمود ومقاومة الفلسطينيين يعبر عن نفسه بوضوح. إنه يريد للموقع الإرهابي المهيمن لإسرائيل أن يكون بلا حدود كأحد أذرع الإمبريالية الغربية وخاصة الأمريكية.
إن المدنيين الإسرائيليين الذين يقتلون إثر قصف حماس والفصائل المسلحة لإسرائيل، هم ضحايا ليس فقط لقصف حماس والفصائل المسلحة، بل إن من اتخذ منهم درعاً بشرياً وحكم بإسمهم وأقام كياناً بإسم اليهود وتسبب في خلق العداء مع شعوب المنطقة، هي إسرائيل. إن السكان المدنيين الإسرائيليين هم شبه رهائن الدولة اليهودية العنصرية، التي ربطت مصير ملايين الناس بسياساتها العنصرية، وهي تشن الحروب بإسمهم وتهجر الناس بإسمهم وتبني دولة عنصرية دينية بإسمهم. وعلى الرغم من أن أعداداً متزايدة من السكان العبرانيين يرفضون التلمودية والدولة القائمة على اللاهوت التوراتي وقصصه.
كما إن حماس التي تنشط وتتقوى بالمقاومة الشعبية الفلسطينية، وتفرض سياستها، وتجعل الشعب في غزة رهينة سياساتها، تمثل تياراً سياسياً وعسكرياً وسلطة، أما المقاومة الشعبية العامة فهي مقاومة المجتمع الفلسطيني المتنوع الذي لم يوقف القتال والمقاومة منذ الإحتلال.
تقتل الطائرات الإسرائيلية العشرات يومياً، ويجري إستخراج جثث الأطفال من بين الركام في الوقت الذي تعلن المؤسسات العالمية عن إستنكارها لقصف مقرات شبكات الإعلام وبعض مباني الأمم المتحدة أو الوكالات.
لقد أثبتت الحرب الأخيرة إن غطرسة إسرائيل ووحشيتها ليست بلا حدود، إذ ما زال الفلسطينيون صامدين، وهم يقاومون بلا تراجع، الكيان صاحب الـ 220 رأس نووي بالحجارة والصواريخ المحلية.
لقد إستدعى صمود الفلسطينيين، الرأي العام العالمي، وفرض موقفاً مقاوماً عبر عن شعب فلسطين الحي. وقد إنقسم العالم بوضوح الى معسكرين، الأمريكي الإمبريالي الموالي لإسرائيل، في مواجهة الحراك الشعبي العالمي الموالي لفلسطين.
وقد وقفت فلسطين بندية، رغم التضحيات والخسائر بالأرواح والموجودات، أمام الآلة العسكرية النووية الضخمة، والتي تقف بظهرها القوة الإمبريالية الاولى في العالم وهي امريكا. وعبرت فلسطين عن إرادة سياسية ومقاومة صلبة، وكسبت تأييد العالم مقابل تراجع الموقف الإمبريالي الإسرائيلي. ورغم إن الفلسطينيين من الناحية العسكرية هم وحدهم في الجبهة، الا أن عمقهم العالمي كبير وسيترك تأثيره على رسم السياسة في المنطقة في المستقبل.
لتتوقف الحرب فوراً
ولتعمل البشرية على إنهاء غطرسة إسرائيل وأمريكا
الحرية لشعب فلسطين ولدولته المستقلة.
إتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق