هبة القدس ووجهتها نحو انتفاضة ثالثة
اجمعت الفصائل الفلسطينية ومن خلال بيانات اصدرتها على ضرورة تحول هذه الهبة الى انتفاضة، لكن لم تتحدث تلك الفصائل ولم توضح كيف سيتم ذلك ومن سينقلها تلك النقلة النوعية كانتفاضة عامة وشاملة.
حاجة الشعب الفلسطينى لانتفاضة ثالثة باتت أكثر من ملحة، عدا عن وجوبها لمواجهة تجاوزات الاحتلال وسياساته العنصرية ومواجهة الاحتلال بكل تجلياته، فالناس باتت بحاجة الى انتفاضة لتعيد إحياء قيم ذبلت والتخلص من قيم وسلوكيات ذاتية بات أصحابها يعتقدون بصوابيتها بسبب صمت الناس عنها.
الانتفاضة مطلب ضروري أكثر من أي وقت مضى، لإنها هي التي ستنهي الإنقسام وهي التي ستضع الجميع على سكة النضال الجاد، لكن تحقيق هذا الفعل وهذة الضرورة يرتبط بالفعل والمبادرة بتطوير هذه الهبة أفقياً وعلى امتداد الجغرافيا الفلسطينية، فالبطولة والجسارة التى يجسدها الشّباب المقدسيين لا ينقصها الإشادة والتغني بها بقدر ما يريد أولئك الشباب دعما بتوسيع دائرة الفعل ومساحة المواجهة.
علينا أن نعترف أن القضية الفلسطينية تراجعت مكانتها عربيا ودوليا وتتحمل القيادة الفلسطينية أي قيادة السلطة المسؤولية الكاملة على هذا التراجع وعلى كل المستويات، هذه البطولة وهذا العنفوان التي جسدها المقدسيون بحاجة الى قيادة جسورة واعية تستلهم برنامجها ورؤيتها من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ولا تسمح لنفسها الدخول فى مناورات وتكتيكات أقل ما يمكن وصفها بأنها ساذجة، ومن غير المسموح لكائنٍ مَن كان الدخول في اجتهادات تنتقص من حقوق الفلسطينيين مهما كانت المبررات.
هذه فرصة تاريخية يمكن لكل الحريصين على النضال الفلسطيني وهم كثر، السعي وبشكل جماعي لإعادة الشعب والقضية إلى القمة، هل تجتمع كل الأيادي لإنها هي القادرة على الفعل ؟
الأمل كبير