تصريح صحفي صادر عن المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية في ذكرى معركة الكرامة الخالدة “نرفض الإتفاقية الدفاعية مع أمريكا التي تمس كرامتنا الوطنية”
ناقش المكتب السياسي للحزب في اجتماعه الدوري المستجدات السياسية على المستوى الوطني وخلص الى الموقف التالي:
تطل علينا اليوم الذكرى 53 لمعركة الكرامة الخالدة التي سطر فيها جنود الجيش العربي الأردني ورجال المقاومة الفلسطينية ملحمة بطولية في مواجهة قوات العدو الصهيوني وأوقعت في صفوفها خسائر فادحة، وسجلت صفحة ناصعة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وغيرت الصورة التي حاول تكريسها الكيان الصهيوني عن الجيش الذي لا يقهر بعد هزيمة النظام الرسمي العربي في حرب حزيران عام 1967.
ورغم كل التحولات التي جرت في مجرى الصراع العربي الصهيوني والتراجع والانهيار الذي يعاني منه الواقع الرسمي الفلسطيني والعربي وتوقيع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني وفتح أبواب بعض العواصم العربية للتطبيع مع الكيان المجرم، الا أن دروس معركة الكرامة تبقى ماثلة كعنوان للكرامة العربية وقدرة المقاتل العربي على المواجهة وهزيمة المعتدين الصهاينة عندما تتوفر الإرادة.
في هذه الذكرى المجيدة نتوجه بالتحية للسواعد والعقول التي سطرت ملحمة الكرامة والرحمة والمجد لأرواح الشهداء.
لقد فوجئ شعبنا العربي الأردني بإقدام الحكومة على توقيع اتفاقية التعاون الدفاعية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي منحت الحكومة بموجبها القوات الأمريكية الحق بإقامة القواعد العسكرية وحرية التنقل واستعمال السلاح والحصانة من المسائلة والمحاسبة، الأمر الذي يشكل مساساً بالسيادة الوطنية وتهديداً مباشراً للأمن الوطني الأردني والقومي العربي.
إن إقدام الحكومة على توقيع هذه الاتفاقية يضع الوطن رهينة للأجنبي متجاهلة دور مجلس النواب الذي يجب أن تعرض عليه هذه الاتفاقية وابداء رأيه حولها شكلاً ومضمونا كما تم تمرير اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني من حكومات سابقة، وضاربة بعرض الحائط الموقف الشعبي الرافض لوجود قواعد وقوات أجنبية على الأراضي الأردنية والعربية.
إن المصالح الوطنية العليا تتطلب رفض هذه الاتفاقية ورفض وجود قوات أجنبية على الأراضي الأردنية، ونحَمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن نتائج هذه الاتفاقية على الأمن الوطني والقومي العربي، وندعو مجلس النواب عدم الصمت وأن يقوم بدوره برفض هذه الاتفاقية وعدم تمريرها حتى لا يكون شريكاً للحكومة.
وفي ذروة انتشار الوباء ومع ما يحصده من أرواح وارتفاع في أعداد الإصابات، تسمح الحكومة بإقامة سباق رياضي في يوم الحظر الشامل الممنوع فيه التجوال للمواطنين تحت ذريعة أنه سباق دولي ولا يمكن تأجيله مع أن العديد من الدول قامت بإلغاء أو تأجيل سباقات وفعاليات رياضية على أراضيها، وليتبين بعد ذلك وجود مشاركين صهاينة في هذا السباق الأمر الذي يشكل تطبيعاً مكشوفاً يتصادم مع موقف شعبنا برفض التطبيع وكل أشكال العلاقات مع الكيان الغاصب.
عمان في 21/3/2021
المكتب السياسي
حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني