بيان سياسي صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني
يحتفل العالم في هذا اليوم التاسع والعشرين من تشرين ثاني من كل عام، باليوم العالمي للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 40/32 بتاريخ الثاني من كانون الأول 1977، تأكيداً لحقوقه الوطنية الثابتة في الحرية وتقرير المصير والعودة.
تأتي هذه المناسبة هذا العام في ظل ظروف وتحديات كبيرة تواجه القضية الفلسطينية والمنطقة العربية بعد أن قام التحالف الأمريكي الصهيوني بطرح وتسويق ما يسمى “صفقة القرن” واتخاذ اجراءات على الأرض بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، وضم هضبة الجولان العربية السورية، ومحاولة شطب حق العودة عن طريق إنهاء دور وكالة الغوث كشاهد دولي على قضية اللاجئين الفلسطينين، ودعم الكيان الصهيوني بمصادرة الأرض وبناء المستوطنات وضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن بهدف تصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني وتبديد قضيته الوطنية.
وفي ظل واقع فلسطيني يعاني من حالة الانقسام، مما ادى الى إضعاف حضور القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وتفرد الإدارة الأمريكية لفرض الحل الذي يخدم الكيان الصهيوني وتثبيت احتلاله للأرض العربية، ونتيجة لإصرار قيادة السلطة الفلسطينية على الاستمرار بالسياسات التي أوصلت الواقع الفلسطيني الى المأزق نتيجة لرهانها على استمرار التفاوض مع الكيان المحتل وإعادة كل أشكال العلاقات والتنسيق الأمني.
وفي ظل انهيار شامل للنظام الرسمي العربي والتحاق عدد من اقطابه بركب التطبيع المهين والاستعداد لتشكيل حلف مع الكيان الصهيوني العنصري وتحت هيمنته وقد جاء انخراط العديد من الدول العربية الخليجية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وفتح أبواب عواصمها أمام المجرم نتنياهو وعصابته من القتلة، وقيامها بعقد اتفاقيات معه ليشكل طعنة في خاصرة الشعب الفلسطيني وتشجيعاً للكيان الصهيوني على الاستفراد والتنكيل به.
في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني نؤكد على:
_ إن الشعب العربي الأردني وحركته الوطنية ومن موقع النضال المشترك ضد الاحتلال واطماعه التوسعية، فإنه وفي هذه المناسبة يؤكد على موقفه التاريخي إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية في العودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني، ويرفض رفضاً قاطعاً كل مشاريع الاستسلام للسياسات الاستعمارية والتطبيعية.
_ إن الشعب العربي الفلسطيني المناضل الذي قدم عشرات الالاف من الشهداء والاسرى والجرحى، وعانى من الالام التشرد واللجوء لن يخضع ولن يسلم مهما كان حجم التآمر على قضيته الوطنية، وسيستمر بنضاله الوطني التحرري لأن الصراع مع هذا العدو صراع مفتوح لن يتوقف الا بالعودة وتقرير المصير وزوال الكيان الصهيوني الغاصب.
_ إن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية وطنية تستمد قوتها بعمقها العربي، وندعو في هذه المناسبة إلى مشروع نهضوي عربي مقاوم تنخرط فيه كل القوى العربية وتنتصر فيه للحقوق الوطنية والقومية الفلسطينية والعربية ولجميع الشهداء والمناضلين الذين سطروا تاريخاً كفاحياً مشرفاً على امتداد قرن من الزمن.
في هذا اليوم نستذكر الشهداء الذين سقطوا على ثرى فلسطين لتستمر المسيرة، ونتوجه بالتحية للأسرى الابطال في معتقلات الاحتلال الصهيوني، والتحية للشعب العربي الفلسطيني ونضاله الوطني التحرري.
عمان في 28/11/2020
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية