انهم يكذبون
بعد عودة السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني وعودة الامور الى مجاريها، وما شاهدته من تصريحات من قبل السيد حسين الشيخ والانتصار الذي تم تحقيقه حسب منطقه، طاف ذهني في مسألتين: مسألة اللغة حين تفقد الكلمات معانيها وكيف يجرى العبث فيها لتشويه وعى الناس وخادعها.
والمسألة الاخرى بيت شعر للشاعر والاديب والمفكر العقلاني ابو العلاء المعرى يقول:
يسوسون الامور بغير عقل.
فينفذ امرهم ويقال ساسة.
فأف من الحياة وأف مني ومن زمن رئاسته خساسة.
وارتباطا بذلك عدت لقراءة البيان الصادر عن اجتماع الامناء العامين الذي انعقد في بيروت ورام الله بناء على مبادرة من الرئيس عباس، تداعى الامناء العامين فرحين لأنهم سينجزون الوحدة الوطنية ويتصدون للمخططات التي تتعرض لها القضية، هكذا دون تفكير في سر الصحوة السلطوية وهل تخلت عن نهجها.
اجتمعوا وتباروا في إلقاء الخطب وخرجوا مبتهجين بإنجازهم. صدر البيان ولم تمض ايام حتى بدأ الالتفاف حتى على البيان من خلال اللقاءات الثنائية، والقفز عما تم الاتفاق عليه (توافقنا على تشكيل لجنة من شخصيات وطنية وازنة تحظى بثقتنا جميعا، تقدم رؤية استراتيجية لتحقيق المصالحة وانهاء الانقسام خلال مدة لا تتجاوز خمسة اسابيع)
لكنهم لا يريدون المشاركة الشعبية في حل المشكلات لأنهم يخشون موقفها ولأنهم يكذبون ولا يريدون السير الصادق نحو انهاء الانقسام.
والامر الاخر لم يقولوا كيف تخلوا عن شعار تشكيل قيادة وطنية للمقاومة الشعبية.
لقد انشغلوا في القضايا الفرعية في الحديث عن الانتخابات وكيفية اجراءها علما ان الجميع يعلمون علم اليقين ان جذر الخلاف هو سياسي بدأ منذ مؤتمر مدريد وتعمق الخلاف بتوقيع اتفاقية أوسلو، ازاء هذا الحال هل بالإمكان جمع كل هذه التوليفة بدون ان تتوافق الناس سياسيا، ام ان ما تسعى له فتح هو تعزيز اوراقها امام ما هو قادم.
نعم نريد وحدة وطنيه ولكن هل يمكن من الناحية العملية ان يستوي الذين يناضلون ويدفعون من دمهم وعرقهم ومعاناتهم وأولئك الذين يمتلكون اشارة v.i.p ويتفاخرون بصداقة الاحتلال، وقضاء السهرات مع ضباط مخابراته.
لا اعتقد ان هذا ممكن ولا ينطلي الا على كل غبي او متواطئ معهم.
الذي يجرى خطير. فيه تضليل وخداع للشعب الفلسطيني واستغلال بشع لمعاناة الناس وحاجتهم للمال.
ان تصريح محمد شتيه عندما خاطب الناس متسائلا هل تريدون وطنا ام مال. يحمل اساءات بليغة للشعب لان الشعب يريد وطن ويريد في الان ذاته مال لشراء حاجاته، اللهم ان يكون هدفكم من العودة للتنسيق واستلام المال من العدو ليس الا رؤية خبيثة تريدون فيها اظهار ان الشعب ما يهمه هو المال.
اعتقد ان اللحظة قد حانت لتقول الناس كلمتها كفى لهؤلاء الذين يتكسبون على معاناتكم. عندها فقط يصبح الحديث عن وحدة ووطنيه حديثا صحيحا.