شبكة نتفلكس، الوجه السينمائي الداعم للارهاب الصهيوني
مرة تلو المرة، تثبت شبكة نتفلكس الأمريكية العالمية، والمتخصصة في صناعة الأفلام والمسلسلات دعمها اللامتناهي للاحتلال وتسويقه عالميًا، من خلال إدخال بعض الفقرات في مسلسل أو فيلم، لتظهر حق اليهود في فلسطين ومن ثم أحقية “عودتهم” وتأييد إقامة كيانهم على حساب تهجير الفلسطينيين، وبالتالي تبرير المجازر التي ارتُكبت، فضلًا عن اقامة المستعمرات على الأراضي الفلسطينية.
مؤخرًا، قمت بمتابعة مسلسل حمل اسم هتلر “دائرة الشر”، “Hitler’s Circle of Evil”، بحيث يتكون من 10 حلقات، وقد تبدو جملة قصيرة في الحلقة الرابعة وجهها احد القادة المقربين من هتلر إلى يهودي ألماني سنة 1933، “عودوا إلى فلسطين”، كأنها جملة عادية سيقت في حوار عابر، بل على العكس لم تكن كذلك أو مجردة من أي مغزى يرمي إليه المخرج أو سياسة الشبكة، بل جاءت مقصودة لعلها تترك أثرًا عند المتلقي، فيصبح مُضلَلًا جراء تلك المعلومات المُزيّفة والتي لا تخدم سوى العدو الصهيوني ونزعته العدوانية؛ والذي لطالما حاول جاهدًا كسب ذلك الترويج والدفع بذلك ليقترب أكثر فأكثر من تحقيق حلمه المتمثل بإزالة الحاجز النفسي والعدائي المفروض عليه.
كذلك، كانت شبكة نتفلكس قبل حوالي عامين قد عرضت مسلسلًا حمل اسم الجاسوس “the spy”، بحيث لعب بطولته الجاسوس “ايلي كوهين”، فمن يدقق بالوعي سيجد بأنه باللاوعي قد تعاطف مع الجاسوس، وربما سيبرر إرساله كجاسوس، فقد بدأ المسلسل في تبرير اسباب إرساله إلى سوريا وهو ردًا على “الاعتداءات السوريّة على الأهداف الصهيونية”، مرورًا بإبراز الجوانب الإنسانية والإجتماعية للجاسوس المرتبطة بعشقه لزوجته وانتظار مولوده ومن ثم انتظار أسرته ان يعود اليها سالمًا، وانتهى بمطاردته واعدامه، فما رسمه المسلسل من تفاصيل جعلت من المتلقي باللاوعي أن ينشّد للجاسوس و” يتعاطف معه”، كأن يتمنى أن لا يتم إلقاء القبض عليه!
كنا في تجمع اتحرّك لمجابهة التطبيع ومعنا عدد من اللجان والفعاليات المناهضة للتطبيع قد ابدينا تخوّفًا مشروعًا، حين قامت تلك الشبكة قبل حوالي عامين بتصوير فيلم حمل اسم “القصة القديمة”، وتم تصويره في عدد من مناطق عمان، واظهرها على أنها “تل أبيب”، لم يكن لدينا المعلومة وقتها إلى ماذا يرمي المسلسل، ولكن ولأننا لا نثق بمثل تلك الأعمال والجهات القائمة، قمنا بتوجيه عدة أسئلة للقائمين على الفيلم، حول رمزية وجود “تل أبيت” في الفيلم، بالإضافة إلى عدد من الاستفسارات، ليتضح لنا بأن رمزية وجود “تل أبيب” بأنها مدينة السلام!
إن العمل الفني والثقافي والادبي لم يكن يومًا منفصلًا عن القضايا الوطنية، ولا أعتقد أن الأعمال التي تتناول الصراعات ليست مُسيّسة، ومُخطئ من يغفل في محاكمته لتلك الأعمال الجانب السياسي، وذلك ان اغلبها تحمل رسائل وتهدف الى فكرة تحاكي واقعًا اجتماعيًا أو سياسيًا يتعذر على صاحبه ان يكون محايدًا.
وأما خلاصة القول، اذا أردنا ان نتابع أعمال تلك الشبكة أو غيرها، لا بأس، ولكن يجب علينا أن نتناول أعمالها وبالاخص التي تتناول الحروب والصراعات بطريقة نقدية ليست للعامل الفني بل بما يرتبط بجانب سياسي، حتى لا تُمرر المعلومات المغلوطة والمزيفة للواقع علينا مرور الكرام.