مقالات

التهرب من البحث عن الأسباب/ د.سعيد ذياب

على الرغم من ما يواجهه الاردن من بطالة وصلت الى 23% من القوى القادرة عن العمل والفقر الذى بات يلف اكثر من نصف الشعب الاردنى والفساد بما يعنيه كمشكلة اقتصاديه تستنزف مقدرات الدولة ومشكلة سياسية تعطل عمليه الاصلاح ومشكلة حضارية تقود الى خلل فى المنظومه القيميه فى المجتمع وما يمثله من تهرب ضريبى واعتداء على املاك الدولة والسمسرة والعمولات وما نلمسه من اداء حكومى ضعيف وازمة ثقه بين الحكومه والشعب.


برغم تلك الحالة فان الاستاذ بلال التل يعترض وفى مقال له تحت عنوان (من يحرض على الدولة ؟) يعتب على ما يبديه الاردنييون من تبرم لدرجة الخروج الى الشارع محتجيين على الفقر والفساد.
لا يرى الاستاذ بلال خروج الناس مبررا وان (قوى خارجية تعمل على تحريك الاحساس بالجوع (يعنى ما فى جوع لولا تحريك قوى الخارج له ) وتضخيم الفساد بحيث اصبح الفساد اكبر من حجمه .وكان الاستاذ بلال لم يسمع بقصة الفسفات ولا بالقصص النظورة حاليا امام القضاء وكل ما رافق عملية الخصخصه من عمولات وسمسرة.
فى سياق التدليل على رؤيته بدور الخارج يقول اننا قبل خمسين عاما حيث كانت وجبتنا الشاى والخبز لم نخرج الى الشارع معترضين على فقرنا ومعاناتنا.
لكن الاستاذ بلال التل يتناسى حجم ارتقاء الوعى المجتمعى للناس.وانه هو الاساس فى تحريك الشعب للنزول الى الشارع والمطالبة بحقوقهم. (لان الاحساس بالفقر وحده

ان لا يصنع ثورة بل وعى اسباب الفقر هو المفجر لكل شىء )(كارل ماركس ).
ان دفع الناس لوضع اللوم على الخارج ليس الا محاولة لابعاد الناس عن معرفة السبب الحقيقى لواقعها الصعب.ومن المسؤول عن بؤسها
الحكومات ومن خلال تحكمها بوسائل الاعلام تسعى للتحكم بمفاتيح العقل والنفوس لانها تعتقد ان امتلاكها لمدخلات الافكار تكون قادرة على التحكم فى مخرجاتها.
والا كيف نفسر التعسف فى تطبيق قانون الجرائم الاليكترونيه وقانون المطبوعات والنشر .؟وكيف نفهم دور الاعلام الرسمى ؟ف تشويه وعى الناس والنظرة لواقعها .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى