آخر الأخبارالأخباربيانات وتصريحاتبيانات وتصريحات الهيئات الجماهيرية

بيان صادر عن شبيبة حزب الوحدة الشعبية بمناسبة اليوم العالمي للشباب

تمر علينا ذكرى يوم الشباب العالمي لهذا العام بالتوازي مع استمرار غياب مفهوم العدالة الاجتماعية، وقيم الديمقراطية، بالإضافة الى الاستهداف الممنهج للقوى المنظمة، و تفاعل سياسات ليبرالية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي في مجتمعاتنا؛ ساهمت في تدجين القيم النبيلة لمفهوم التغيير؛ سياسياً، اقتصادياً واجتماعياً.

واجه الشباب الأردني على مدى السنوات الماضية غول البطالة منفردين، في ظل غياب دور الدولة و تخليها عن مسؤولياتها، ولا شك أن جائحة كورونا كشفت عن الفجوة السحيقة و الإختلالات المركبة التي يعيشها الحلف الطبقي في بلدنا، فرغم الجهود الاعلامية الحثيثة التي سوقت الحكومة لنفسها من خلالها، إلا ان الممارسات القمعية التي تجلت في استغلال قانون الدفاع؛ ليكون سوطاً موجهاً على ظهر القوى الحيَّة في المجتمع، ومنظومة الحريات العامة و مفهوم دولة المؤسسات، كشفت عن غياب الحياة الديمقراطية و روح المواطنة.
إن الشباب الأردني اليوم يعيش أسوء فترات حياته، فما تزال نسبة البطالة في تصاعد متواتر حيث قاربت الـ20% في نهاية العام 2019، والفقر يتفاقم و ينتشر أفقياً في الاحياء الشعبية وأحزمة البؤس والقرى والبادية والمخيمات، الأمر الذي صاعد حالة التوتر و الاحتقان لدى مجتمعنا و الشباب بشكل محدد، مما عكس حالة من اليأس والانكفاء على الذات، وعمق فجوة الثقة بينهم وبين الحكومة.

واذا جاز التعبير بأن الطبقة الفقيرة والشرائح المتوسطة والدنيا من الطبقة المتوسطة هما الأكثر تضرراً نتيجة السياسات الحكومية والنهج الاقتصادي المتبع منذ سنين، والذي تأكد فشلها و هشاشتها نتيجة الأزمة البنيوية العالمية، إلا أن (عمال المياومة) هم الشريحة التي تقطعت بها سبل الحياة، فيما اكتفت الحكومة بتوزيع تبرعات عينية لهم، لم تلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم وتنقذهم من الواقع المأساوي الذي يعيشونه، الأمر الذي يدق ناقوص الخطر نحو ضرورة إيجاد حلول جذرية لواقعهم.

ان قراءتنا كـشبيبة لمجمل التغيرات و الحيثيات التي طرئت في منطقتنا والعالم أجمع، تقودنا لوصف دقيق، كنّا قد رفعناه وحذرنا منه على مدى السنوات الماضية؛ وهو هجرة الشباب، وفي ظل واقعنا القائم، بات السعي للهجرة حالة عامة يعيشها الشباب الأردني والعربي، تقوده نحو التوجه للعمل في الأسواق العالمية، ضمن السياسات الاستغلالية -ما دون الإنسانية- لدول المركز الرأسمالي الامبريالي.

تواجه القوى السياسية والاجتماعية في بلدنا، والتي يشكل الشباب طليعتها المتقدمة، مزاجاً رسمياً معادياً لكل ما هو منظم، ذلك ليس مؤخراً، بل منذ مطلع التسعينيات، حيث يتعرض الشباب للملاحقة و المسائلة، بسبب انتماءاتهم السياسية، وان هذا النهج في التعامل مع الشباب يكرس ثقافة الخوف من العمل الحزبي، الأمر الذي يقودنا نحو حالة من الانسلاخ عن الواقع القائم؛ ندعوها اغتراب الانسان؛ ونعتقد أن تعطل عجلة الإصلاح، والتمسك بذات النهج السياسي والاقتصادي القائم، بالإضافة لاستهداف القوى السياسية والنقابية والتشريعات الناظمة للحياة السياسية والمنظمات الشبابية، ساهموا جميعاً بتبلور هذه الحالة، وتعمقها بشكل متواتر نتيجة الانعكاسات الاجتماعية والسياسية التي خلفتها الازمة البنيوية المركبة التي يعاني منها الحلف الطبقي.

على صعيد متصل، تعاني الحركة الطلابية الأردنية، كجزء من الحركة الشبابية الوطنية، من تراجع كبير لدورها؛ نتيجة التعليمات الجامعية التي تقيد حركتها وتحاول تكبيلها بكافة السبل، ولا شك أن التطبيق المتسارع لسياسات خصخصة الجامعات ومرافقها والكلف الباهظة للتعليم هو تكريس عملي لمفهوم (برجوازية التعليم). وان استمرار تغييب التمثيل الطلابي في بعض الجامعات، وتعطيل دور الأندية الطلابية، سيؤثر سلباً على مخرجات التعليم العالي، وينتج ثقافة هجينة بعيدة عن مفهوم المسؤولية المجتمعية، وبالإضافة الى ذلك؛ فإن عرقلة انشاء الاتحاد العام لطلبة الأردن، يزيد من الاختلال في صورة التمثيل النقابي الطلابي.

بالرغم من حالة التردي التي ألمّت بمجتمعنا، وكان الشباب هم الفئة الأكثر تضرراً، إلا أننا في شبيبة حزب الوحدة الشعبية نؤكد ايماننا المطلق بطاقات الشباب الأردني والعربي، وقدرته على تغيير الواقع نحو الأفضل وإننا إذ نحيي هذه المناسبة، فإننا نتوجه بالتحية والاكبار لعموم الشباب الأردني والحركة الشبابية والطلابية الأردنية ورفيقاتنا ورفاقنا الشباب والطلاب، مؤكدين على حجم المسؤوليات الملقى على عاتقهم.
كما ونتوجه بالتحية و الاجلال للشباب الفلسطيني الصامد على خطوط التماس والمواجهة مع العدو الصهيوني، وللحركة الاسيرة الفلسطينية، الذين يقودون معركة اسقاط المشاريع الصهيو-امريكية التي تحاك في ليل ضد قضيتنا المركزية؛ قضية فلسطين.

عاشت نضالات الحركة الشبابية الأردنية
شبيبة حزب الوحدة الشعبية
الأردن – عمان – ١٣ آب٢٠٢٠

بواسطة
شبيبة حزب الوحدة الشعبيةحزب الوحدة الشعبية الديقراطي الأردني
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى