التعدي على حقوق العمال بذريعة كورونا
لقد كان لجائحه كورونا تأثيرًا مباشرًا على مختلف القطاعات الاقتصادية في البلاد، حيث توقفت معظمها عن العمل لفترات من الزمن تخللها أيامًا كان الحظر كليًا أو جزئيًا في مواجهةالجائحة للحفاظ على صحة المواطنين ومنع انتشار الوباء ومحاصرته بهدف التعافي منه.
وكان لقرار إغلاق الحدود والمطارات أكبر الأثر في منع دخول المصابين إلى البلاد، وبالتالي منع انتقال العدوى وكذلك العديد من الإجراءات المتخذة فضلًا عن وصولنا إلى مرحلةالسيطرة والانتقال إلى مرحلة التعايش والتعافي وإعادة فتح القطاعات لممارسة دورها المعتاد.
جميع القطاعات تأثرت بشكل أو بآخر وتعرض العديد منها لخسائرمتباينة بين قطاع وآخر.
أما العمال فهم أكثر الفئات تضررًا من الإجراءات المتخذة في مواجهةالجائحة. فعمال المياومة الذين عادة ينفقون أجورهم اليوميةأولًا بأول قد وجدوا أنفسهم في ظل التعطل عن العمل أمام مشكلةصعبة كونهم أصبحوا بلا مداخيل،وعاشوا أيامًا وأسابيع في حالة من العوز والحرمان حتى من قوت يومهم.
وعندما جاءهم الدعم الحكومي فكان المبلغ الذي تتقاضاه الأسرةكبيرة العدد لا يتجاوز مبلغ 136 دينارًا عن الشهر الواحد،ولمدةثلاثة أشهر، علمًا بأن قيمة الدعم أقل من الحد الأدنى للأجور القليل أصلًا، فكيف تتدبر الأسرة حياتها خاصة إذا كانت تقطن البيت بالأجرة.
وهناك فئة من العمال جرى تخفيض أجورهم بحجةخسارة المؤسسات التي يعملون فيها.
وجاءت قرارات الحكومة التي طالبت بأن يتم التوافق بين العمال وأصحاب العمل على تخفيض أجورهم مما أدى إلى وضع العمال تحت رحمة أصحاب العمل. فقد وجد العمال أنفسهم أمام خيارين لا ثالث لهما وأحلاهما مر؛إما الموافقة على تخفيض أجورهم كما يريد صاحب العمل وإما فقدان العمل والدخل المتواضع، وعندما يُخيّر العامل فمن الطييعي أن يختار مجبرًا تخفيض راتبه، مما يشير إلى انحياز الحكومة إلى أصحاب العمل على حساب العمال وحقوقهم فهل يجوز أن يترك العمال فريسة أمام أصحاب العمل؟ أما أصحاب العمل الذين حققوا الأرباح الطائلة قبل الكورونا لم يحتملوا إبقاء رواتب العمال كما كانت بل أصر غالبيتهم على تخفيض الأجور متناسين فضل العمال عليهم لا جهدهم كان أحد أسباب أرباحهم.
العمال جرى المساس بحقوقهم ولحق بهم الأذى المادي والمعنوي ولم يجدوا من ينصفهم ويدافع عن حقوقهم وخاصة من الاتحاد العام لعمال الأردن، حيث لم يلمس العمال جدية الاتحاد في القيام بدوره في الدفاع عنهم أو تقديم المساعدات المالية والمعنوية لهذه الفئة من أبناء الوطن وبناته.