مقالات

الجمعيات الخيرية في ظل جائحة كورونا

هناك الكثير من الجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة أنحاء الأردن، تقوم بمساعدة الفقراء والأيتام مساعدات عينية أو مالية شهرية وحسب الإمكانيات المتوفرة من خلال التبرعات.
وكل جمعية لها هيئة إدارية يتم انتخابها من الهيئة العامة، والجمعيات الخيرية في المدن تتوزع على الأحياء المختلفه وتتولى الجمعية في الحي المحدد تقديم المساعدات للمحتاجين في نفس الحي.
وعندما وصلت جائحة الكورونا إلى الأردن، وبدأت الإجراءات الحكومية للحد من انتشار الوباء، وتم إغلاق المؤسسات وتوقف الكثير من الأعمال عن العمل، وخاصة عمال المياومة وأصحاب المهن والورش الصغيرة، فارتفعت أعداد المحتاجين للمساعدة.


وأمام هذا الواقع نسجل أن الشعب الأردني شكل حالة تضامنية رائعة تجلت في مساعدة الجيران لبعضهم البعض، وتنازل البعض الآخر عن أجرة البيت أو المحل لشهر أو شهرين لصالح المستأجر، وقدمت التبرعات من المواطنين للجمعيات الخيرية والصناديق التي أنشأتها الحكومة لغايات المساعدة.
معظم الجمعيات لديها طوفان بالمحتاجين للمساعدات في الظروف العاديه فتقدم الجمعية المساعدات بموجبها، وفي ظل ما خلفته الجائحة من عوز، مما ألقى أعباء كبيرة على الجمعيات حيث أصبحت كشوفاتهم أقل بكثير من الحالات التي أصبحت بحاجة للمساعدة، مما أدى إلى إرباك في عمل الجمعيات .
أما المساعدات الحكومية العينية فقد طالت الكثير من الأسر رغم التأخر أحيانا، وبعد مكان التوزيع عن سكن المحتاج أحيانا أخرى، وفي ظل حظر استعمال السيارات كان على المحتاج أن يسير على قدميه ذهابا وإيابا لاستلام الطرد الغذائي، مما أدى إلى حرمان المرضى وكبار السن لاستنكافهم عن الذهاب مسافات طويلة سيرا على الأقدام، أما المساعدات المالية التي قدمتها الحكومة لعمال المياومة فكانت قليلة ولا تلبي الحد الأدني للأجور أصلا وكان على الحكومة أن ترفع قيمة المساعدة أكثر مما تقرر .
وبالعودة لدور الجمعيات الخيرية، فإنها بذلت جهودا كبيرة لتوزيع ما حصلت عليه من تبرعات على المسجلين لديها، وعلى من طلب المساعدة من غير المسجلين.
كان واجب الجمعيات أن تبحث عن المحتاجين وتوصل لهم المساعدة بالاستعانة بأعضاء الهيئات العامة لدراسة ظروف الأسر المحتاجة، عل ضوء المعرفة الميدانية لسكان تلك الأحياء، لا أن تنتظر المحتاج يصطف أمام الجمعية وينتظر استلام حصته .
كما ظهرت سلبية أخرى تمثلت بالتقاط الصور للمحتاجين أثناء التوزيع مما شكل إحراجا للبعض واستياء لدى البعض الآخر.
كما حصلت بعض الفوضى في التوزيع، ساعد على ذلك غياب التنسيق بين الجمعيات المجاورة، ففي بعض الأحيان استلم البعض أكثر من طرد من أكثر من جمعية في حين لم يستلم آخرون أية مساعدة رغم حاجتهم للمساعدة .

بواسطة
ابراهيم العبسي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى