ترامب وحتمية انهيار الامبريالية العالمية/هيثم الصادق
هل ما تشهده مدن الولايات المتحدة من احتجاجات عنيفة هو وليد حدث عابر تمثل في عنف الشرطة الاميركية وممارساتها العنصرية التي أدت الى مقتل لويد.. أم أنه نتاج تطور جدلي ترافق مع نشوء الكيان الاميركي وفق بنية عنصرية وتشكيلة اقتصادية- سياسية منحت العرق الابيض حق الهيمنة على الهنود الحمر والاعراق الأخرى وصنعت تميزا ادى بالضرورة الى تهيئة اجواء الصراعات العرقية والتناقضات الطبقية التناحرية التي تقود الى سقوط الانظمة الامبريالية كحتمية تاريخية لا مناص عنها؟
في المادية الديالكتيكية هناك قانون “الضرورة والصدفة”، فتطور الامبريالية الى نظام وحشي اجرامي هو ضرورة موضوعية بفعل تمركز الرأسمال في ايدي فئة محدودة من اصحاب الرأسمال المالي وارباب السنديكات والكارتيلات الصناعية الاحتكارية في تلك البلدان، مما يعمق الانقسام الاقتصادي والاجتماعي داخل تلك البلدان، مما يهيئ لانفجار الاوضاع الداخلية، فتأتي حادثة ما قد تكون صدفة فتفجر فتيل ذلك الصراع.
هذا ما يحدث اليوم في الولايات المتحدة كرأس النظام الامبريالي العالمي وهو ما سيؤدي حتما الى تفتت وسقوط النظام الامبريالي اعلى مراحل التطور الرأسمالي في الولايات المتحدة وجميع الدول الرأسمالية في العالم، ليعيد العالم صياغة نفسه على اسس اكثر عدالة تضمن تحقيق مصالح الفئات الاقل حظا اقتصاديا والتي تتولى عبء التنمية الحقيقية في بلدانها دون ان تنال حقوقها الانسانية بما يتناسب مع دورها الحقيقي داخل مجتمعاتها، سواء أكانت تلك الفئات والشرائح ضمن البروليتاريا الصناعية الخلاقة او الفلاحين الذين يضحون بقوة عملهم من اجل مجتمعهم مقابل اجر زهيد، في نظام استغلالي بشع.