بيانات وتصريحات عامة

بيان صادر عن الحملة الوطنية من أجل العدالة في الرعايةالصحية – صحتنا حق

يحتفل العالم ومئات منظمات المجتمع المدني الصحية في السابع من نيسان من كل عام بيوم الصحة العالمي. يأتي إحياء هذه المناسبة بهدف رفع الوعي الصحي، وتحفيز الرأي العام لاكتساب ثقافة ووعي أوسع حول الأمراض الجسدية والنفسية، والوفيات، ومعاناة المرضى وتقديراً للدور الذي تقوم به الأطقم الطبية في كافة أماكن عملها.

تشكل صحة الإنسان الرأسمال الأهم الذي تمتلكه البشرية، ولا يوازيها ثمن مادي مهما غلى، فحال الرعاية الصحية في عالمنا اليوم مثير للقلق، ولا تزال البلدان النامية تفتقر إلى الامكانات المادية والبنى التحتية والحالة المعيشية اللازمة لضمان حالة صحية لائقة لشعوبها، خاصة أنها تضم الغالبية العظمى من فقراء الأرض، فالبنية التحتية والمنظومة الصحية في أغلبها ضعيفة وهشة، ولا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه، عدى عن ضعف مكانة هذا القطاع في اهتمام الحكومات بفعل تدخل البنك وصندوق النقد الدوليين، اللذين فرضا تقليصات جوهرية في الموازنات المخصصة لهذا القطاع، وما نتج عنه من حرمان قطاعات واسعة من العدالة في الرعاية الصحية وعدم الحصول على العلاج اللائق الذي تحتاجه وتستحقه.
لم يقتصر هذا الأمر على الدول النامية والفقيرة، ففي ما يسمى بالدول المتقدمة، يتكرر نفس المشهد عندما نتحدث عن الطبقات العمالية والمفقرة التي حُرِمَتْ أيضاً من العدالة في حصولها على الرعاية الصحية اللائقة التي تحتاجها وتستحقها، رغم توفر البنى التحتية المتطورة والمناسبة، فجزء كبير من المواطنين لا يسهل عليه الوصول إليها، بسبب الشوط الكبير في خصخصة القطاع الصحي وارتفاع كلف العلاج وعدم قدرة هذه الفئات على دفع تكاليف العلاج مباشرة، وعدم قدرتها كذلك على دفع أقساط الإشتراك في شركات التأمين الصحي “الخاصة” التي انتشرت بديلاً عن تأمين الدولة للرعاية الصحية من خلال القطاع الصحي العام.
هذا العام، بمناسبة السابع من نيسان، وبسبب ما يجتاح العالم من جائحة كورونا، تم التوافق على أن تكون الإحتفالية مناسبة لتكريم الجسم التمريضي والقابلات، وتذكير قادة العالم بالدور الحاسم الذي يلعبه هؤلاء العاملون في الحفاظ على صحة الناس في جميع أنحاء العالم. حيث ستسلط منظمة الصحة العالمية الضوء على وضع القابلات والممرضات وإنصافهم حول العالم. كما ستقدم المنظمة وشركاؤها سلسلة من التوصيات لدعم وإنصاف هذه الفئة من مقدمي العناية الصحية.
وفي هذه المناسبة فإننا نؤكد على حيوية تحقيق الأهداف الوطنية والعالمية للتغطية الصحية الشاملة، وصحة الأم والطفل والحماية من الأمراض المعدية وغير المعدية والسيطرة عليها، والتأهب للاستجابة المثلى لحالات الطوارئ، ومن أجل سلامة المرضى والكوادر الطبية، وتوفير الرعاية الصحية بكل مستوياتها.
نحيي احتفالنا بيوم الصحة العالمي هذا العام، والعالم كله يقف في مواجهة جائحة كورونا، وفي خطوط الدفاع الأولى نجد مقدمو الرعاية الصحية من الأطباء والممرضين والصيادلة وأطباء الأسنان وكافة المهن الطبية المساندة، بالرغم من تواضع الإمكانيات المتاحة والإختلالات التي تعيشها المنظومات الصحية في مختلف أنحاء العالم، وانكشاف الكثير من نقاط الضعف التي خلفتها سياسات الخصخصة وتقليص الموازنات المنهجي لهذا القطاع كنتاج لهيمنة وإملاءات الرأسمالية الليبرالية الجديدة في العالم.
في هذا العام نحيي العاملين في كافة القطاعات الصحية في الوطن ونثمن عاليا الجهود الهائلة التي يبذلها العاملون في القطاع الصحي العام، وندعو الحكومة لتكريس السابع من نيسان عيدا وطنيا للعاملين في الصحة، كما ندعو لإعادة الإعتبار لدور ومقدرات ودور القطاع الصحي العام والحفاظ على موارده البشرية وزيادتها وتطويرها، وإحقاق العدالة بالحوافز والرواتب مع القطاعات الأخرى.
لقد أثبت القطاع الصحي العام في ظل أزمة كورونا أنه العمود الفقري الأساس في احتواء هذا الوباء، وأن بنيته التحتية وكوادره البشرية هي جيش الدفاع والهجوم في هذه المعركة، وكلنا ثقة بقدرته على الانتصار مدعوماً بالقطاعات المساندة الأخرى.
فلنعمل لتعزيز وتطوير القطاع الصحي العام
من أجل العدالة في الرعاية الصحية للجميع

هيئة المتابعة لحملة ” صحتنا حق”

عمان – 7 نيسان 2020

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى