مقالات

الهجرة اليهودية الصامتة الى فلسطين

ازدادت في السنوات الأخيرة حركة الهجرة في العالم، من امريكا الجنوبية الى الولايات المتحدة، ومن آسيا وأفريقيا الى دول اوروبا،ومنها هجرة عربية في سفن وقوارب الموت، ومن ينجو يصل الى مقبرة سياسية واقتصادية واجتماعية،وسط صخب وضجيج لا يتوقف ،من القيادات الاوروبية المعارضة للهجرة والتي تسبح بحقوق الإنسان ليل نهار.
بالمقابل تجري بصمت لا مثيل له، هجرة من أنحاء العالم باتجاه فلسطين المحتلة،ضمن سياسة الكيان الصهيوني ،بزيادة أعداد اليهود في فلسطين المحتلة، متجاهلين حقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الى وطنه وحقه في الحرية والاستقلال.
في السنوات العشر الأخيرة هاجر أكثر من ربع مليون شخص إلى الكيان الصهيوني من حوالي 150 دولة، بحسب معطيات نشرتها الوكالة اليهودية. وشهدت السنة الأخيرة في العقد الحالي وصول 34,000 مهاجرا، وهو العدد الأكبر للمهاجرين في السنوات العشر الأخيرة.
وقد هاجر من روسيا في العقد الأخير حوالي 66,800 شخص – أكثر من أي بلد آخر، تليها أوكرانيا (45,670)، فرنسا (38,000)، الولايات المتحدة (32,000)، وإثيوبيا (10,500).
ووفقا لتقرير صادر عن دائرة الإحصاء المركزية، فإن الكيان الصهيوني كان يسير بخطى حثيثة نحو زيادة المهاجرين بنسبة 20٪ في عام 2019 منذ العام السابق.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص هاجروا إلى فلسطين المحتلة منذ 1948، حيث وصل 44% منهم بعد عام 1990.
ويمكن أن يعزى الارتفاع الأخير في عدد المهاجرين إلى:
1- قانون تم تمريره في عام 2017 يمنح جواز سفر إسرائيلي لكل شخص مؤهل للحصول على الجنسية الإسرائيلية، دون إشتراط الإقامة في البلاد.
2- نُسبت الهجرة من فرنسا إلى المخاوف بشان تصاعد معاداة السامية فيها.
3- “قانون العودة”، الذي يسمح لليهود من أنحاء العالم بالهجرة والحصول على المواطنة الإسرائيلية، إضافة إلى امتيازات أخرى، وخصوصا مالية.
4- “بند الحفيد”، وهو تعديل على “قانون العودة” ويسمح بهجرة من كان جده أو جدته يهود، ولكنه ليس يهوديا لأن والدته ليست يهودية أو أن كلا الوالدين ليسا يهوديين.
يذكر أن الصحفي والباحث في “معهد سياسة الشعب اليهودي”، شموئيل روزنير، أشار في مقاله الأسبوعي في صحيفة “معاريف” إلى أن ثلثي المهاجرين إلى “إسرائيل” من روسيا وأوكرانيا، العام الفائت، ليسوا يهودا. كذلك فإن ثلث مجمل المهاجرين إلى “إسرائيل”، في العام الفائت، ليسوا يهودا.
ويذكر أن الحاخام الشرقي الأكبر، يتسحاق يوسف، هاجم مؤخرا المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي السابق، ووصفهم بـ”الأغيار”، أي غير اليهود، وبـ”الشيوعيين” وأنهم يذهبون إلى الكنائس والأديرة، وهاجم سياسة الحكومة إزاء هؤلاء المهاجرين. ولكن لم يسمع صوت عربي يعترض على هجرة يهود العالم الى فلسطين المحتلة،بل إن صوت حق العودة للشعب الفلسطيني إلى وطنه بدأ بالخفوت،ويحتاج الى صرخة مدوية.

بواسطة
محمد محفوظ جابر
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى