اغتيال مناضل قض مضاجع السياسيين والعسكريين الصهاينة
لم يتوقف الإعلام الصهيوني على مدار الأسبوعين الماضيين من تناول شخصية قائد سرايا القدس في قطاع غزة الشهيد بهاء أبو العطا، ولم يتوقف المُحلّلين العسكريين في الاعلام الصهيوني المرئي والمكتوب والمسموع من تناول شخصية ابو العطا تحديدًا وإعتباره شخصية مستقلة في نهجهِ وانه رجل تصعيد، لا يخضع لتوجيهات السياسيين، وأنّه على تواصل مباشر مع الايرانيين وينفذ أجندة إيران في غزة، ومع الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد نخاله، وهذا التناول بهذه الطريقة كان واضحًا بأنّه تمهيد لعملية ستستهدف الرجل بإغتيال مباشر، خاصة بأنّ الإعلام ذاته ركز على إطلاق الصواريخ من غزة قبل عشرة أيام تقريبا وعلى استهداف العرض الموسيقى في مستوطنة سديروت، وفي ذات السياق تم التركيز في معظم هذه التقارير الاعلامبة وعلى لسان بعض السياسيين الصهاينة ومتحدثين بإسم جيش الاحتلال بأن حركة حماس تتحمل المسؤولية وان لم يكن لها اصبع مباشر بإطلاق الصواريخ، وهذا في مسعى لتصوير الأمر وكأنّه على حماس ردع الجهاد الإسلامي وأبو العطا تحديدا والا فإنّ المسؤولية تقع على الجميع، وهو مقدمة لما بعد الإغتيال للعودة إلى “التهدئة”، هذا التركيز وبهذا الشكل والتفصيل واضح الهدف منه:
تبرير عملية الإغتيال المباشر واعتبارها عملية محدودة وليس إعلان حرب بحسابات قادة الاحتلال، وهذا ما صرح به الناطق بلسان جيش الإحتلال صباح هذا اليوم.
العملية هي إغتيال لرجل صلب قضّ مضاجع السياسيين والعسكريين الصهاينة واغتيال لحظوظ الجنرال غانتس في تشكيل حكومة ترتكز على أصوات العرب، هي “إنجاز” لبنيامين نتنياهو ولوزير الحرب الجديد نفتالي بينيت صاحب رؤية الاغتيالات، هي دفع بإتجاه خيار حكومة وحدة واسعة في وجه تحدّيات عسكرية على أبواب المنطقة.
اتساع دائرة الإستهداف لصواريخ المقاومة من غزة على مركز البلاد وفي العمل الصهيوني سيعني اتساع رقعة الاستهداف الصهيوني، وهو الذي لم يتوقف يوما، مما يعني اللعب بالدماء الفلسطينية في ملعب السياسة الصهيونية الداخلية.
السؤال يبقى:
هل ستسطيع الوساطة المصرية من وقف سيرورة الأحداث؟ هل سترضخ حركة الجهاد والكتائب العسكرية في غزة إلى المستوى السياسي الفلسطيني الرسمي، غير المعني بالتصعيد؟
الساعات القادمة كفيلة بأن تجيب عن ذلك، ولكن بعيدًا عن أي سيناريو محتمل للتهدئة أو الهدنة أو غيره سيبقى عنوان الصراع: الإشتباك المفتوح.
محمد كناعنة أبو أسعد
الجليل/فلسطين