بيان سياسي صادر عن ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية في ذكرى وعد بلفور
يحيي الفلسطينيون والعرب وأحرار العالم في هذا اليوم، ذكرى مرور مائة وعامين على وعد بلفور المشؤوم، ذلك الوعد الذي أعطاه بلفور وزير خارجية بريطانيا للحركة الصهيونية، والذي تم بموجبه التزام بريطانيا بإنشاء “وطن قومي لليهود في فلسطين”.
وجاء هذا الوعد استكمالاً للمخطط الاستعماري الذي كان يستهدف تقسيم أمتنا العربية، من خلال اتفاقية سايكس_بيكو عام 1916 وزرع كيان سرطاني في جسد الأمة لقطع الطريق عليها من التطور والوحدة.
تمر علينا الذكرى 102 لوعد بلفور المشؤوم، هذا الوعد الذي مهّد لإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية، والذي تتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية والسياسية بريطانيا التي ترفض الاعتذار عن هذا الوعد، بعد رفض رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الاعتذار للشعب العربي الفلسطيني على النكبة التي حلت به نتيجة لهذا الوعد، واحتفلت بمرور مائة عام على وعد بلفور.
تأتي هذه الذكرى في ظل مخاطر كبيرة تواجهها القضية الفلسطينية تتمثل بالمشروع الأمريكي الصهيوني الرجعي الذي يستهدف تصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني، من خلال فرض وقائع على الأرض تكرس الاحتلال الصهيوني للأرض العربية بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، وقرار ضم الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني، واستهداف حق العودة للاجئيين الفلسطينين من خلال محاصرة ومحاولة انهاء دور وكالة الغوث التي تشكل الشاهد الحي الدولي على نكبة الشعب العربي الفلسطيني، وحالة الاندفاع الرسمي العربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني وفتح الأبواب أمامه في بعض العواصم العربية.
وتأتي أيضاً في ظل استمرار حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية والتي تركت تأثيرات عميقة بتراجع القضية الفلسطينية واستفراد الكيان الصهيوني بالشعب الفلسطيني من خلال استمرار السياسة الإجرامية التي يمارسها بحقه بالعدوان والقتل وتهويد الارض وتوسيع المستوطنات.
في هذه الذكرى الأليمة نؤكد على ما يلي:
1_ الإيمان العميق بقدرة الشعب العربي الفلسطيني ومعه كل أحرار الأمة العربية والعالم على الاستمرار بالمقاومة لمحو آثار هذه الجريمة البشعة، وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني في فلسطين مهما طال الزمن، وهذا يتطلب أولاُ انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، وصياغة استراتيجية وطنية أساسها التمسك بالثوابت وبالوحدة لمواجهة الكيان العنصري وحليفته الولايات المتحدة الأمريكية.
2_ إن المواجهة مع العدو الصهيوني وشريكته الإدراة الأمريكية والامبريالية العالمية تتطلب من جديد توفير حاضنة عربية للتأكيد أن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع عربي صهيوني وصراع وجودي بين الأمة العربية والتحالف الصهيوني الامبريالي.
3_ تتحمل بريطانيا المسؤولية المباشرة عن النكبة التي حلت بالشعب العربي الفلسطيني، والتأكيد على مطلب أنه يتوجب عليها الاعتذار للشعب العربي الفلسطيني ولا يسقط هذا المطلب بمرور الزمن حتى يعاد الحق لأصحابه الحقيقين.
4_ بعد كل هذه السنوات من توقيع المعاهدات والاتفاقيات مع الكيان الصهيوني، وما آلت اليه نتائجها نؤكد على الموقف الشعبي الرافض لهذه المعاهدات والاتفاقيات التي منحت الشرعية للكيان المجرم على حساب الحقوق العربية ونطالب بالغائها ووقف كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
المجد للشهداء
الحرية للاسرى
فلسطين عربية والاحتلال الى زوال
عمان في 2/11/2019
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية