مقالات

الباص السريع والنقل العام

انجاز الباص السريع او تجديد النقل العام والدفع بالمواطن لتغيير نمط سلوكه للحفاظ على البيئة من جهة وتخفيف الازدحام من جهة اخرى ناهيك عن تهدئة النفوس وخلق اجواء ابجابية للتواصل الاجتماعي.

انعكاس التوجه الى استخدام النقل العام يتطلب مجموعة من الطقوس تبدا بالصحو مبكرا والمشي الى محطة الباص الذي يمكن المواطن من التواصل الاجنماعي مع محيطه وتبادل الحديث ناهيك عن انعكاساتها الصحية على المواطن عبر ممارسة غير مباشرة للرياضة اليومية وبذات الوقت يعمم صورة جمعية للمساواة بين المواطنين مما يعزز البيئة الايجابية اجتماعيا ويساهم بشكل فعال من انبعاث الغازات الناتجة عن استعمال المركبات المضرة للبيئة.

وانعكاسها على جيب المواطن وتخفف من فاتورة الصيانة العامة للشوارع وكذلك لقطع الغيار والادوية ويؤمن مساحات خضراء اكبر في المدن وعلى جانبي الشوارع التي يجب اعادة صيانتها لتامين ممرات للمشاة وكذللك توسعة الارصفة ووقف الاعتداء عليها.

هذا يتطلب من الحكومة ان توسع دائرة النقل العام لتشمل الاحياء والمناطق جميعها وتقوم بحملة صيانة للارصفة ليتمكن المواطن من الوصول للمحطات بشكل آمن.

ولكي نزيد من حماية بيئتنا على الحكومة والبلديات اطلاق مشاريع اعادة التدوير والاستفادة منها باستخراج (الوقود البيو ) لحافلات النقل العام وبهذا تخفض كلفة فاتورة البنزين والديزل واستخدامها في تدفئة المدارس العامة.

ان انجاز مشروع متكامل للنقل العام يوفر على المواطن والحكومة فاتورة الطاقة وكذلك فاتورة المشتقات النفطية وينقل استخدامها الى بنود اكثر اهمية لحياة المواطن ناهيك عن خفض فاتورة التدخين التي اكثرها يكون نتيجة الضغط اليومي منذ ان يخرج المواطن من بيته.

هذا ينعكس على عامل هام وهو الوقت الذي يتطلبه المواطن للوصول الى عمله او قضاء حاجياته التي تتطلب التنقل في مدينة صممت فقط لاستخدام السيارات الخاصة والعامة .

ان الاشتثمار في الزمن (التوفير في الوقت) يحقق الكثير من الايجابيات اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا ويعزز العلاقات الاجتماعية والبيئية .

السؤال المهم الذي يطرح : هل هذا كله يندرج في مصلحة الحكومة وميزانيتها ؟

الجواب بالطبع لا لكون الميزانية تتعارض مع تقليل الاعتماد على استخدام الوقود وتخفيض فاتورة الطاقة والفاتورة الصحية وتقليل معدلات التدخين ومعدلات التوتر التفسي والازدحام وابقاء المواطن في حالة صراع مع نفسه ومحيطه العائلي وبيئته العامة .

لذلك الباص السريع والنقل العام سيواجه بسياسة اجهاض داخلي تعيقه لكونه ببساطة يتعارض مع عدة موارد لبنود الميزانية .

المطالبة بالاسراع في انجاز الباص السريع وتطوير وسائل النقل العام مهمة وطنية ملحة لتغيير نمط وسلوك المواطن والحكومات ودفعها لتغيير طابع انتاج الدولة ومواردها بدفعها لتطوير الزراعة والثروة الحيوانية واستغلال الامطار من خلال بناء السدود والتشديد على زراعة الاشجار الحرشية ووقف التمدد السكاني على حساب الاراضي الزراعية .

المطالبة برفع الضرائب على القطاع المصرفي ودفعه للاستثمار في البنية الاقتصادية الزراعية والصناعة وتحديدا الالكترونية منها واستخدام امثل للكفاءآت الوطنية ووقف الفوضى التي تسيطر على التعليم الجامعي والتوجه للتعليم المهني.

ان توعية المواطن في التقليل من استخدام الوسائل الخاصة والتحول الى الوسائل العامة هو في الجوهر مجابهة جدية ايجابية لتغيير السلوك الحكومي في ادارة موارد الدولة لا يمكن للحكومة ان تجبر المواطن على التدخين او تمنعه من استخدام وسائل النقل العام او مطالتها في تحسين الارصفة والحدائق العامة في الاحياء. او في المبادرات المدنية في التشجير واستغلال امثل للموارد المائية كل هذا مهمات يمكن للقوى الوطنية ان تعمل على عليها بمبادرات وطنية وكذلك بتعميم سياسة العمل الجمعي العام واستخدام وسائل النقل العام او الدراجات الهوائية التي اصبحت متطورة بحيث يستطيع الانسان استخدامها بكافة ظروف الشوارع .

بواسطة
المهندس : حاتم استانبولي
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى