إضراب المعلمين.. ربح الأردن
بعد شهر من مد وجزر، أسدلت الستارة على “أزمة المعلمين”، وذلك بعد اتفاق تم ما بين الحكومة ونقابة المعلمين، عُقد مساء أمس بمقر الأخيرة، واستمر حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم الأحد.
وكانت الحكومة أعلنت أمس عن اعتذارها للمعلمين، حيث نقابة الأخيرين، ولم تعلن إضرابًا جديدًا، فيما يلتحق اليوم نحو 1.5 مليون طالب وطالبة بمدارسهم ليبدأوا عاما دراسيًا تأخر كثيرا قبل أن يولد.وكان رئيس الوزراء عمر الرزاز قد وجه الفريق الحكومي المكلف بالحوار مع “المعلمين” ببذل كل الجهود لإنهاء الإضراب.
وقال وزير الدولة للشؤون القانونية مبارك أبو يامين، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة فجر اليوم، “بناء على توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني تم بحمد الله تحقيق انتصار عظيم للأردن”، مؤكدًا أنه تم الاتفاق على وقف إضراب المعلمين المفتوح عن العمل منذ الخامس من أيلول (سبتمبر) الماضي.
وأضاف “أن الدولة كانت مصرّة على دخول المعلم إلى صفّه وطلابه مرفوع الرأس”، معربًا عن شكره لنائب نقيب المعلمين وكذلك أعضاء مجلس النقابة.
من جهته، أعلن النواصرة، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمام مقر نقابة المعلمين، “عن إيقاف الإضراب، أطول إضراب في تاريخ الأردن بعد حصول المعلمين على مطالبهم بالعلاوة والاعتذار”، مؤكدًا فكّ الإضراب اعتبارًا من صباح اليوم، واستئناف الدراسة في مدارس المملكة كافة، وذلك بعد توصّل النقابة لاتفاق مع الحكومة حول مطالب منتسبيها المتضمنة منحهم العلاوة.
وفيما قال “نبعث بتحية إلى جلالة الملك.. ونهنئ الوطن بهذا الاتفاق التاريخي بين النقابة والحكومة”، أعلن عن تفاصيل الاتفاق مع الحكومة.
وأوضح النواصرة “أن المعلم حصل على ما أراده من علاوات، بدأت بعلاوة 35 % للرتبة الأولى (المعلم المساعد)، 40 % للرتبة الثانية (المعلم)، 50 % للرتبة الثالثة (المعلم الأول)، 65 % للرتبة الرابعة (المعلم الخبير”، فيما استحدثت رتبة جديدة للمعلم القائد بنسبة 75 %”، لافتًا إلى “أن العلاوة سيبدأ تنفيذها اعتبارا من مطلع العام المقبل”.
وتابع أننا سنتفق مع وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي وليد المعاني على خطة لتعويض الطلبة عن كلّ ما فاتهم، كلّ حصّة وكلّ يوم.
وكان عضو مجلس النقابة غالب أبو قديس قال إنه “تم التوافق على جملة من المطالب العالقة للمعلمين”، مشيرًا إلى أن سبب التأخير “كان نتيجة للتأخر في الاتفاق على الصياغة القانونية للاتفاق”.
من ناحيته، قال الناطق الإعلامي باسم “المعلمين” نور الدين نديم “انتصر الوطن ولم يخسر أحد”، قائلًا “إن الحكومة والمعلمين يد واحدة”.
إلى ذلك، كانت “المعلمين” أعلنت عن تأجيل مؤتمر صحفي كان مقررا عقده الساعة السابعة والنصف مساء، إلى الساعة التاسعة مساء، حتى تم عقده مع ساعات الفجر الأولى من اليوم.
وأرجعت مصادر مطلعة إلى أن أسباب تأجيل المؤتمر إلى “تعثر مفاوضات اللحظة الأخيرة، بين النقابة والحكومة”.
ومنذ ساعات ظهر أمس، صدرت عدة تصريحات عن النقابة، فيما كان هناك تضارب واسع في المعلومات التي توالت بعد اعتذار الحكومة عن الأحداث التي شهدها يوم 5 أيلول (سبتمبر) الماضي، حين منعت النقابة من تنفيذ اعتصام كانت دعت لإقامته في منطقة الدوار الرابع، قرب مبنى رئاسة الوزراء في عمان.
وكان نديم، أعلن أن اجتماعا عقد بين نقابة المعلمين وفريق وزاري داخل مقر النقابة، ظهر اليوم (أمس)، “انتهى دون التوصل إلى توافق”.
لكنه لم يغلق الباب على إمكانية الوصول لاتفاق، عندما أوضح أن النقابة “طرحت أرقامها”، مشيرا إلى أن الفريق الوزاري “عاد إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب، والنقابة الآن تنتظر رد الحكومة على طروحاتها”.
ولاحقا، غادر الفريق الحكومي المكلّف بالحوار مع نقابة المعلّمين دار رئاسة الوزراء الآن متجهاً إلى نقابة المعلّمين لاستئناف الجولة الثانية من الحوار.
وقال نديم إن “المرحلة الأصعب” فيما يخص مطالب المعلمين، “تم تجاوزها، باعتذار الحكومة أولا، وثم اعترافها بحق المعلمين في العلاوة”.
وأكد أنّ “رسالة الرئيس الرزاز، قد وصلتهم أمس بمناسبة يوم المعلم وكانت تتضمن اعتذاراً صريحاً للمعلمين عن أي إساءة وتقديراً لقيمتهم وقامتهم”.