Uncategorizedمقالات

صباح الخير لفلسطين.. لأسراها وجرحاها وشهدائها

شهداء وأسرى فلسطين من كافة ألوان الأرض من يابانها لكوبها هم من أعطوا طعم الحياة للموت وأزهروا براعم حرية وجعلوا فلسطين فاصلًا بين الإنسانية والوحشية المغلفة بتقنيتهم وهم من كشفوا الشيطان وملائكته وإبليس وأعوانه.

فلسطين جمعت كل العوالم ومزجتهم في لوحة قوس قزح تتبادل بدايته ونهايته. عواصم العالم لكل منها حكايتها مع فلسطين عبر زمانها.

فلسطين كانت مسرحًا لولادة الحق وساحة لصراعها مع تلأوين وحوش الباطل والكراهية.

فلسطين فكرة جمعت وحدت وتناثرت في كل بقاع الأرض لتنتج قصصا وحكايات عن أقوام مروا بها وأناس حجوا إليها وجيوشا قاتلوها وهي أبت أن تقاتلهم وفتحت أبوابها لكل من قصدها حبًا في عوالمها .

مدنها لكل واحدة منها رواية وقراها لكل واحدة منها حكاية تتناقلها عصافيرها المرابطة لطيورالأرض العابرة عبر الاتجاهات الأربعة في مواسم الحرث والحصاد لتحمل معها روايات وحكايات لأوطانها لترويها لصغارها عن أرض أعطت للموت طعم حياة وأعطت للإنسانية وعيها لذاتها.

ورغم كل عطائها فإن قومها يعيشون بين شقوق التاريخ وفواصل الأمكنة في منطقة لا تعترف إلا بهم لأنهم يحملون صفاتها وهي تحمل شقاءهم، ويتنقلون بين الشقوق والأمكنة التي تحرسها ملائكة الشياطين وأعوان إبليسه.

فلسطين تعرفهم حق المعرفة ورغم تنكرهم فلها طرقها في كشفهم .

فلسطين أصروا على إخراجها من التاريخ لكن التاريخ اعتذر لهم وقال أن فلسطين لها فضل عليه فعوالمها هي من حفظته وأعطته بعدًا إنسانيًا فلا يمكن أن يخرج التاريخ منها أو تخرج منه فهما توأمان متلازمان يتشاركان الشقوق والأمكنة التي تختزن بها الحقائق والتواريخ في أرشيف سجلات وثقت بها حقائق الإنسانية وعوالمها.

ليس غريبًا أن كل من يريد أن يكون لاسمه معنى أو قيمة يحأول أن يجد رابطًا مكانيًا أو زمانيًا مع فلسطين ومدنها وقراها وعصافيرها وورودها وياسمينها وعبق شموعها.

حتى خصومها فإنهم يعتاشون على قهرها ومحأولة إلغائها بالرغم من تظاهرهم بحبها لابتزاز أعدائها لدعم سيادتهم وبعضهم يريد أن يكون له مكان يظهره بعدائه لها ونكرانها في دماغه الذي يرفضه وينبذه وعيه.

وليس غريبًا أن تشتم رائحة ياسمين دمشقها من قدسها، أو رائحة بيروتها من حيفها، أو تكشف نجوم قاهرتها من غزتها، أو تسمع حكايات بغدادها من نابلسها وجنينها أو تتلمس شموخ عزة يمنها من كرمها أو نور مكتها من حرمها فلسطين، وتكتشف أن عظمة روما انبثقت من قيامتها التي مدت يمينها لكويتها ويسراها لمغربها وحطت رحاها في جزائرها وصرخت بصوت مختارها في طرابلسها ووقفت مع حرية خرطومها لتطلق نداء حرية من تونسها وعدالة من رياضها لوقف طغيانها على صنعائها ودمشقها لتكون عونًا لعمانها.

فلسطين هي من تصنع أوليائها وشواهدها فهي الناظم لتراتيل وآذان العواصم فلسطين هي من أعطت للموت حياة.

حياة انبثقت من شقوق جرحاها وصمود أسراها ومحاربة موتهم بحياتهم من أجل حرية شعبهم.

شهداؤها وأسراها هم من شقوا أنفاقًا لوصل أرحام شعبهم في شقوقهم وأمكنتهم في كافة أماكن تواجدهم.

فلسطين كانت ميدان عز لقسام جبلتها وفخرًا لعبد حسنها وانتفاضة لبراقها الذي حضن وأشعل ثورتها من قدسها لتعيد اسمها لها ولتخرج أهلها من شقوقها لشوارعها لتدافع حرائرها عن حق تراتيلها وآذانها وألوانها الحمراء والبيضاء والخضراء والسوداء وتتبادل عباءتها مع كوفيتها عبر نصرها من شمالها ليرسل مصابيح تحية لمدنها لتحاكي بالونات أطفال غزتها.

كل صباح عصافيرفلسطين تطلق تحياتها لأسراها من فوق شواهد شهدائها من عمانها ودمشقها وبيروتها وجنينها ومصرها وبغدادها وتونسها وجزائرها ويمنها وطرابلسها ومن على أكتاف جرحاها بكافة ألوانهم لتؤكد موقعها في التاريخ وليؤكد التاريخ أن لا تاريخ له بلا فلسطين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى