إضراب الأسرى “كرامة (2)” نضال مستمر
إن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني هم امتداد لحركة المقاومة الفلسطينية خارج السجون، ونضالهم هو امتداد للمقاومة ضد الاحتلال وهو استمرارية طبيعية لتحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها المقاومة.
وإن نضال الأسرى لم ولا يتوقف عند أبواب السجون، بل يخترق الأبواب رغم قيود السجن ورغم قساوته.
لقد جسد نضال الأسرى بطولات يضرب فيها المثل بالصمود في التحقيق والتحدي للتعذيب بأنواعه الجسدي والنفسي.
فالحركة الأسيرة الفلسطينية قدمت التضحيات الكبيرة داخل أقبية التحقيق وداخل السجون والمعتقلات وهناك أكثر من مائتي شهيد قدموا أرواحهم أثناء التحقيق أو أثناء الإضراب عن الطعام وبعضهم استشهد بسبب الإهمال الصحي.
الإضراب عن الطعام هو وسيلة نضالية للأسرى ضد السجان الصهيوني الذي يصادر كل حقوقهم الإنسانية، ويستخدم كل أدوات البطش والتنكيل والإرهاب ضدهم، مخالفاً جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية لمعاملة الأسرى وحقوق الإنسان الدولية.
إن الإضراب عن الطعام وسيلة يستخدمها الأسرى والسجناء في جميع أنحاء العالم، وكان يضرب المثل بالشعب الإيرلندي، أنهم أصحاب أطول إضراب في التاريخ. وكان قد استمر (94) يوماً، إلا أن الشعب الفلسطيني تجاوز الرقم القياسي هذا عندما سجل الأسير سامر العيساوي أطول إضراب عن الطعام في التاريخ والذي استمر (227) يوماً توج بالنصر والإفراج عنه، وغيره أيضاً حققوا ارقاماً قياسية تجاوزت ما سجله الايرلنديون في اضراباتهم.
فالإضراب عن الطعام ليس حباً في الموت او تعبيراً عن اليأس بل هو وسيلة نضالية تستخدم للتعبير عن الاحتجاج ضد الاعتقال وضد الممارسات اللاإنسانية والسلوك الإرهابي الهمجي الذي تتبعه ادارة مصلحة السجون الصهيونية ضد الأسرى.
وسجلت الحركة الأسيرة الفلسطينية في سجل تاريخها النضالي أنها عنوان الوحدة الوطنية الفلسطينية عندما وقع قادة الفصائل في السجون وثيقة الوفاق الوطني التي توصلوا إليها في أيار (2006) لتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية ووحدتها ومواجهة المشروع الاسرائيلي.
كما رسخت الحركة الأسيرة الوحدة الوطنية عملياً داخل السجون بتشكيل قيادة وطنية موحدة للجميع وهي التي تختار قيادة لجنة الأسرى في حالة الإضراب عن الطعام.
لذلك نرى العدو الصهيوني الذي يدرك أهمية هذه القيادات الأسيرة يقوم باعادة اعتقالها بعد الافراج عنها ويحولهم إلى الاعتقال الإداري حتى لا يقوموا بدورهم في المجتمع إنهم لقادة حقيقيون.
وفي هذه الايام يخوضون اضراب الكرامة (2)، ليس اضراباً عبثياً، بل جرى بسبب تنصل ادارة مصلحة السجون الصهيونية من الاتفاقيات المعقودة معهم ورفضها مطالب الأسرى وخاصة السماح بالزيارات وقضية ازالة اجهزة التشويش التي ثبت علمياً أنها تسبب السرطان.
فهل نترك هؤلاء الابطال الذين ضحوا بدمائهم وشبابهم من أجلنا من أجل تحرير فلسطين، يواجهون الارهاب الصهيوني بقتلهم الواحد تلو الآخر؟؟
إذن لنطلق صرختنا: “لا لقتل الأسرى الفلسطينيين، ولتدوي صرختنا في جميع انحاء العالم لننقل صوت الأسرى للعالم ان ينقذهم من الموت”.
لنشغل العالم كله بقضية الأسرى وليعرف العالم الذي يسعى للقضاء على السرطان أن الكيان الصهيوني هو بؤرة السرطان في المنطقة ويسعى لتدمير حياة البشر.
الحرية لجميع الأسرى والموت للصهاينة