الاعتداءات الصهيونية على سورية .. إلى متى؟!
الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سورية، التي يبررها نتنياهو على أنها اعتداءات تستهدف القوات الإيرانية أحيانًا وشحنات أسلحة لحزب الله، أحيانًا أخرى، هي تبريرات تسوق للإعلام من أجل خلق أوهام أن «إسرائيل» لا تريد مجابهة مباشرة مع دمشق وأنها تفاهمت مع روسيا بشأن ذلك. ولكن الواقع يقول أن العدوان هو على دمشق وأضراره البشرية أو المادية هي سورية.
من الواضح أن الاعتداء الأخير الذي حصل على مرحلتين خاطف ليلًا وواسع نهارًا يطرح سؤالًا:
ماذا حصل بين الاعتداءين؟
الإجابة جاءت من تل ابيب أن سورية اطلقت صاروخ أرض أرض سوري الصنع على موقع في هضبة الجولان المحتلة، وتلاه تحذير المندوب السوري في مجلس الأمن أن سورية وبعد الاعتداء على مطار دمشق سترد بضرب مطار تل أبيب إذا لم يوقف مجلس الأمن الاعتداءات «الإسرائيلية». وبهذا التبليغ فإن دمشق قانونيًا لها الحق في الرد على أي عدوان «إسرائيلي» .. هذا ما أكده السيد حسن نصر الله أيضًا في مقابلته مع الميادين.
ولكن ماذا أرادت «إسرائيل» من اعتدائها الأخير وبالنهار ومن فوق الأجواء اللبنانية، بالتزامن مع انعقاد القمة الاقتصادية في بيروت؟
أرادت «إسرئيل» أن توجه رسالة للمجتمعين في بيروت أنها متواجدة، وتذكّر حلفاءها السريين والعلنيين بوعودها ووعودهم لها.
الاعتداء «الإسرائيلي» يريد أن يحرج الموقف الروسي والسوري شعبيًا، وتكون مادة للضخ الإعلامي للتشكيك بالعلاقة الروسية السورية الإيرانية، وبهذا الصدد تفهم التصريحات الروسية حول ضيق ذرعها من التمادي «الإسرائيلي» وتصريحات طهران بأن هذه الاعتداءات لن تبقى بلا رد.
إذا ما دققنا في الضربة الصاروخية السورية بالإضافة للتصريحات الروسية والإيرانية وأهمها تصريح السيد حسن نصرالله الذي حذر نتينياهو شخصيا بأن أي اعتداء قادم سيكون له رد مناسب ومن الممكن أن ياخذ المنطقة إلى حرب مفتوحة مع سورية وحلفائها.
الرسالة التي أرسلها السيد حسن نصرالله سيتردد صداها في واشنطن وتل أبيب وأنقرة، بأن سورية وحلفاءها أصبحوا جاهزين للمواجهة وفي جميع الأحوال، فإن سورية لا يوجد ما تخسره بعد ثمانية سنوات من الحرب ولكن «إسرئيل» عليها أن تفكر مليا بأي اعتداء قادم لأنها ستخسر الكثير نتيجة أية ضربات شاملة على بنيتها العسكرية والاقتصادية.
أما أنقرة، فإن تصريحات الرئيس أردوغان وبعد سماعه رأي الرئيس بوتين أن العنوان الصحيح للحديث عن المنطقة الآمنة هو دمشق. لهذا فإن استحضار اتفاقية أضنة هو المدخل للحوار مع دمشق من أجل ترتيب عودة الجيش السوري إلى الحدود الدولية لضمان تنفيذ اتفاقية أضنة.