مقالات

عام قاسٍ على الأردن والأردنيين

لم يكن عام 2018 الذي سنودعه بعد أيام قليلة، عاماً عادياً على الشعب الأردني، بل إنه كان استثنائياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. عام ابتدأ برفع الحكومة لأسعار الخبز، بالتوازي مع رفع ضريبة المبيعات على السلع الأساسية. ومن ثم المزيد من الرفع على أسعار المحروقات والكهرباء. لتختمه الحكومة بقانون ضريبة الدخل الذي ثارت ثائرة المواطنين عليه، في مقابل إصرار حكومي على المضي قدماً به وإقراره «التزاماً بالاتفاقية مع صندوق النقد الدولي».

عام قاسٍ سياسياً وذلك على الرغم من نجاح الحراك الشعبي بإسقاط حكومة هاني الملقي على خلفية قانون ضريبة الدخل، إلا أن حكومة الرزاز التي خلفته، خذلت المراهنين عليها وواصلت نهج سابقاتها سواء على الصعيد الاقتصادي بإقرار مشروع الملقي للضريبة واستمرار رفع أسعار المحروقات والكهرباء، أو على صعيد الحريات العامة، حيث حملت حكومة الرزاز إلى مجلس النواب مشروع الملقي لقانون الجرائم الإلكترونية وواصلت اعتقال وملاحقة الناشطين.

عام قاسٍ ارتفع فيه معدل البطالة ليصل إلى 18.6% وارتفعت المديونية لتصبح نحو 28 مليارا و364 مليون دينار أو ما نسبته 4ر96 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 27 مليار و269 مليون دينار وبنسبة 9ر95 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2017.

كما استمر العجز في الموازنة العامة، حيث سجل العام الحالي عجزاً في الميزانية بلغ بلغ العجز قبل المنح الخارجية نحو 973 مليون دينار خلال الشهور الثمانية الأولى من العام 2018 مقابل عجز مالي بلغ نحو 807.3 مليون دينار خلال نفس الفترة من العام 2017. وذلك على الرغم من كافة الإجراءات المالية التي اتخذتها الحكومة والتي انحصرت برفع الأسعار والضرائب ورفع الدعم عن الخبز.

عام قاسٍ على الأردنيين، أصبح فيه الحفاظ على الوظيفة إنجاز بحد ذاته، والالتزام بتسديد الأقساط البنكية في موعدها حلم يراود السواد الأعظم من المواطنين ..

عام قاسٍ على الأردنيين، صار مشاهدة يافطة «المحل للبيع» أمراً اعتيادياً، ورؤية مصانع تغلق وأخرى تهاجر، شيئاً لا يدعو للاستغراب ..

عام قاسٍ على الأردنيين، تزاحم فيه آلاف العاطلين والمعطلين عن العمل أمام أبواب «أوبر» و»كريم»، على أمل تحسين أوضاعهم الاقتصادية، أو لنقل بشكل أكثر دقة «إيجاد ما يكفي قوت يومهم»..

عام قاسٍ على الأردنيين، دخل فيه الفقر بيوت الطبقة الوسطى، بعد أن «سطت» الحكومة على ما كان يمكن لهم توفيره من دنانير معدودة ..

عام قاسٍ على الأردنيين، تحول فيه الدفء في فصل الشتاء البارد برودة تصريحات حكومتنا الرشيدة، إلى أمنيات للفقراء، بعد أن دخلت تنكة الكاز وجرة الغاز في قاموس الحسد والغيرة ..

نعم قاسٍ هو هذا العام يا حكومتنا، وأقسى منه سياساتكم التي لم ترحم مواطناً كل طموحه هو العيش بكرامة ..

ولكن رغم قساوة هذا العام، إلا أننا نستبشر خيراً في عام قادم، يقول فيه الشعب كلمته ويفرض إرادته بعيداً عن انتهازية الحلف الطبقي الحاكم وأعوانه .. وكل عام وفقراء الوطن بألف خير.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى