مقالات

طالبات وشهيدات/ بقلم: رانيا لصوي

الثامن من آذار هذا العام حمل الكثير من الخلاف في وجهات النظر، وهذا ما أصبح معتاداً عليه في كل عام. الكثير من يتفق ويعتبر أن نضال المرأة من أجل حقوقها المتساوية مع الرجل في القانون والتشريعات والعمل ..إلخ، هو حقها الطبيعي من أجل اكتمال بناء المجتمع والنهوض به. وفي الجهة الأخرى، نجد الآراء المتطرفة ترفض المبدأ أصلاً وليس الثامن من آذار بحد ذاته. وتعتبر أن لا حق للمرأة ولا تمييز واقع عليها.

ما بين هذا وذاك، ومجمل الآراء التي يثيرها الاحتفال بيوم المرأة العالمي، نقرأ تغيراً واضحاً في مفهوم هذا اليوم من الفعل الميداني والنضال في الشارع من أجل قضية ما تدعم إلغاء التمييز ضد المرأة، وما بين اعتباره يوماً للاحتفال والتغنّي بالقليل مما تم إنجازه ونعتبره تقدم على طريق نضال المرأة. هذا بالإضافة إلى تكريس المظهر النسوي في هذا اليوم، واعتبار أن قضايا المرأة هي قضايا خاصة، لا تؤثر في المجتمع، وليس لها شريكاً فيه، فبرزت النسوية الليبرالية بشكل لافت.

إلا أنه وفي الأردن تحديداً رُسمت صورة هي الأبرز، وإن لم تكن بشكل مدروس ومرتبط بيوم المرأة العالمي، فالأجمل أن نرى انخراطاً طبيعياً للمرأة بقضايا مجتمعها، هذه الصورة أشارت إلى تطور في التفكير قادم رغم كل الآراء المتطرفة والإقصائية لأهمية دور المرأة خارج حدود المنزل.

كل طالبة أثبتت أن وجودها إلى جانب زميلها الطالب من أجل المطالبة بحقهم في إلغاء قرار رفع أسعار الرسوم في الجامعة الأردنية، بأن هذا الوجود حق طبيعي لها، بل واجب عليها، من أجل قضية اجتماعية قيّمة. واختارت لنفسها كيفية دعم هذا الاعتصام المفتوح والمستمر منذ ما يقارب الأسبوعين، إما بالتنظيم أو الاعتصام والمشاركة في المسيرات اليومية، أو حتى من خلال الدعم اللوجستي للطلاب المعتصمين ليل نهاربتوفير الأغطية والطعام.

هذه الصورة أراها الأكثر تعبيراً عن نضال المرأة والاحتفاء به في يوم المرأة العالمي. وهي انعكاس لما نطرحه من ربط جدلي بين قضايا المرأة ومجتمعها، فتحقيق العدالة الاجتماعية هو الضامن لحصول المرأة على حقوقها وإلغاء التمييز ضدها.

في يوم المرأة العالمي التحية لطالبات وطلاب اعتصام الجامعة الأردنية المفتوح، فهو القضية الأهم والأكبر هذا العام، وهو انعكاس تطور الرؤية لمجموعة من الطلاب رفضوا العنف الجامعي والفراغ العقلي، رفضوا استغلالهم من أصحاب رأس المال والفاسدين، فعملوا على توعية أنفسهم بأنفسهم، وأدركوا أهمية العمل المنظم والجماعي، درسوا أهمية الهتاف، وأطلقوا الصوت عالياً مطالبين بحقوقهم.

والتحية الأخرى لصورة اعتدنا عليها في فلسطين المحتلة، المرأة المناضلة الشهيدة والأسيرة.. هذه الصورة التي تكرس دور المرأة ونضالها في المجتمع، فكانت فدوى أبو طير روحاً ترفرف في هذا اليوملتقول لنا يوم المرأة العالمي هو يوم الفعل الميداني لها.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى