ثلاث مناسبات والمضمون واحد
نحتفل في شهر آذار حيث العطاء والخير والنماء، تتفتح الورود وتزهر الأشجار، هذا الشهر شهر امتزج فيه جمال الطبيعة بجمال وروعة المقاومة.
فإن لآذار وما يحتويه من مناسبات دلالة أكثر عمقاً فيه يوم المرأة، وذكرى معركة الكرامة، وعيد الأم، فيه يوم الأرض، ثلاث مناسبات تتوافق فيما بينها على كل معاني العطاء، وكل معاني الحياة.
في الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، يحتفل العالم قاطبة بعيد المرأة وبما حققته في نضالاتها من إنجازات وما حصلت عليه من مكتسبات على طريق حقها في الحرية والمساواة الكاملة.
فالعالم عندما يخصص يوماً للمرأة وللاحتفاء بها ولدعمها، فهو بذلك يعترف بالظلم الذي لحق بها، ولا يزال، وما تعانيه حتى الآن من تمييز في شتى جوانب الحياة القانونية والاقتصادية. الأمر الذي يفرض على كل الحريصين على تقدم مجتمعاتهم وجوب إنصاف المرأة إن هم أرادوا للمجتمع النماء والتطور.
فالمرأة الأردنية وإن كانت قد حققت الكثير على طريق حريتها، فإن شوطاً كبيراً لا يزال ينتظرها للسير به ومزيداً من الجهد والمثابرة مطلوب منها حتى تحقق أهدافها.
في هذا الشهر ذكرى معركة من أهم المعارك في تاريخ المواجهة مع العدو الصهيوني، إنها معركة الكرامة، هذه المعركة التي جاءت بعد أقل من ثمانية أشهر على هزيمة الخامس من حزيران عام 1967، في هذه المعركة تجلت فيها إرادة المواجهة والدفاع عن الأرض، فيها توحدت إرادة الجيش العربي الأردني والمقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي، فكان الانتصار. في هذه المعركة كان الدرس الأكبر أن توفر إرادة القتال والمواجهة، وحده كفيل بأن يحقق لنا القدرة على الصمود والانتصار. لقد تم هزيمة العدو في أرض الكرامة، فرض عليه الانسحاب وترك معداته المدمرة على أرض الكرامة.
في الثلاثين من آذار يوم الأرض، في ذلك اليوم من عام 1976، خرجت جماهير الجليل والناصرة ووادي عارة في مظاهرة جماهيرية حاشدة، تنديداً بقرار الحاكم العسكري الإسرائيلي لمصادرة أراضيهم. في تلك المسيرة حيث جرت المواجهات مع جيش العدو، سقط ستة شهداء، مهراً لعروبة الأرض، ومنذ ذلك اليوم، تحول الثلاثين من آذار إلى يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في دفاعه عن أرضه ودعماً له في تصديه الشجاع للغزوة الصهيونية.
منذ ذلك اليوم، تقف الجماهير العربية والقوى التقدمية على مستوى العالم لتعبر عن مساندتها للشعب الفلسطيني ورفضها لسياسات الفصل العنصري التي تمارس بحقه من قبل الكيان الصهيوني.
لهذه المناسبات الثلاثة، مضمون واحد ومشترك، إنه الانحياز للحرية والتقدم، ورفض التمييز العنصري، وأن الإنسان والشعب إذا ما امتلك إرادة المواجهة، فإنه حتماً سينتصر.