زمرة كُتاب الرأي “الآخر”
انبرى السواد الأعظم من كُتّاب صحيفتي الرأي والدستور للهجوم على الاعتصام المفتوح الذي نفذه طلبة الجامعة الأردنية قبل أيام للمطالبة بإلغاء قرار رفع رسوم الموازي والدراسات العليا، وهو الاعتصام الذي تكلل بالنجاح في تحقيق أهدافه، على الرغم من شراسة الحملة الإعلامية التي قادتها إدارة الجامعة الأردنية في محاولة لتشويه صورة الاعتصام والمعتصمين.
وتفاوت حجم الاتهامات للمعتصمين من كاتب لآخر، حيث تراوح ما بين اتهامهم بتعاطي المخدرات مروراً بأنهم يحملون أجندة خارجية أو أن ما يحدث تمهيد لتحويل الأردن إلى ساحات كحلب ودرعا، وانتهاءً بأنهم أصحاب “إرهاب سخيف” كما ذكر أحد أهم كُتاب صحيفة الرأي في عموده اليومي.
إلا أن ما استوقفني حقاً هو استخدام أحد أهم الكُتاب الاقتصاديين في جريدة الرأي لمصطلح “زمرة” في إطار هجومه على الاعتصام، وضمن توصيفه لحملة ذبحتونا التي –من وجهة نظره- لايحق لها التدخل في سياسات الجامعة الأردنية.
ويبدو أن كاتبنا الكبير لا يعلم بأن كلمة زمرة ليست بالكلمة المسيئة أو المعيبة فهي تعني وفق معجم اللغة العربية الفَوْجُ والجماعةُ والجمع، كما تعني فوج، أو جماعة من النَّاس تربطهم صفات مشتركة. وبالتالي ينطبق على أعضاء حملة ذبحتونا هذه الكلمة حيث تربطهم صفة مشتركة هي رفض خصخصة الجامعات. تماماً كما تنطبق “زمرة” على الكُتاب الذين هاجموا الاعتصام وانبروا للدفاع عن سياسات الخصخصة في الجامعة الأردنية ورفع الرسوم كون هؤلاء الكتاب تجمعهم صفة الالتزام التام بالتوجهات الحكومية بعيداً عن قناعاتهم الشخصية.
الصحف اليومية المملوكة للشعب الأردني عبر امتلاك المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي لغالبية أسهم هذه الصحف (الرأي والدستور)، هذه الصحف مختطفة من قبل الحكومة التي تعمل على تحويلها إلى أبواق تدافع عن سياسات هذه الحكومة بغض النظر عن مدى استجابة هذه القرارات لتطلعات المواطن أو أنها تصب لمصلحة الوطن.
لن أتحدث عن تغييب صوت المعارضة في هذه الصحف –وخاصة جريدة الرأي- فهذا من نافلة القول، ولكنني أستغرب أن تصل سياسات هذه الصحف إلى درجة الهجوم على طلبة معتصمين بشكل سلمي وحضاري ويطالبون بحقهم في التعليم.
يبقى الأهم أن الاعتصام نجح في تحقيق أهدافه، وأن بوسع أبناء هذه “الزمرة” من الكُتاب الدراسة في الجامعة الأردنية بأسعار مقبولة، بعكس ما كانوا يدعون له عبر مقالاتهم.