من أين أصلك ( شو أصلك) ..؟ !! / يونس الطيطي
سؤال يسأله الصغار ولا يدرك الاجابة عليه إلا الكبار ..
ما كانت الوثيقة التي القيتُ اليك بها لتتأكد من شخصيتي ولم تقنعك أكثر من ورقة أضعها في جيبي في زمن أصبح فيه المواطن مرهون لبضعة اوراق تمنحه حق الحياة .. فمن امتكلها في بلادنا قد تكون سيفاً مسلطاً علي رقبته إذا ما صودرت منه .. ويمنحها العالم المتحضر لمن أستكمل شروط الولاء والانتماء للوطن بغض النظر عن عرقه أو لونه أو دينه فترفعه الى أعلى المناصب طالما اخلص للوطن الذي يقيم فيه ..
وأنا ما كنت يوما انظر لهذه الوثيقة كوطن لأن ما أدركه عن الوطن قد يكون عصياً عليك فهمه .. فالوطن الذي إختارني لأكون احد ابناؤه لا تربطيني به وثيقة من ورق فهو الدم في العروق والنبض في القلب والأمل في الحياة والفرح في احلام العاشقين …
لم تقنعك وثيقة محمية صادرة باسم حكومتك وتصر على أن تسألني ما اصلك ..؟!
حسناً .. سأجيبك انا العربي المقهور في وطني من المحيط الى الخليج .. ولكني المفعم بالأمل القابض على جمر العروبة والاصالة الرافض لكيانات سايس بيكو وتلك الحدود المصطنعة ..
وسأكون معك اكثر تفصيلاً .. انا إبن بلاد الشام من دمشق وعمان والقدس وبيروت .. أنا ابن وطن تدين الأنسانية جمعاء لحضارتة التي كانت منارة لهذا العالم وطالما إستهدى بها حيث منحتة الحرف الاول واللغة الأولى وأول الشرائع ..
أنا إبن الشام التي اتاها الأمويون القرشيون على بعير متدثرين بعباءة الاسلام ليقيموا في دمشقها عاصمة خلافتهم .. دمشق التي خبرها التاريخ وخبرته قبل دولتهم ويصبحوا ملوك الارض ولم يسألهم اهلها من انتم وما اصلكم بل كانوا حصنا وعونا لهم ..
انا ابن جنوب بلاد الشام التي يقسم ضفتيها نهر مقدس يجمع مياهه منْ جولانِ سوريا وقمم جنوب لبنان وجليلِ فلسطين وضفة الأردن قتجري فيه كل حضارة بلاد الشام مياه مقدسة .. فيأتية المؤمنون من كل العالم ليتعمدوا في مياهه ويغسلوا فيه خطايهم فيحملها بخشوع الى البحر الميت ويدفنها هناك ويمنح المؤمنين السكينه …
انا ابن مملكة مؤآب حارسة القدس وإبن البترا ومن شموح جبال عمان اكون …
ولكني هناك ولدت في المكان الأكثر قدسية على هذه الارض التي اختارها الرب لتكون بوابة لسمائه .. ولدت حيث اقام ابو الأنبياء ابراهيم عليه السلام وطنه وورث ابناؤه رسالات الخالق .. في وطن المسيح ابصرت عيني النور هذا الوطن الذي كان له الفضل علي العالم بالهداية الى الخالق فما كان لنبي ارسله الله عز وجل ان يُعمد إلا من مائه وطهر ترابه .. وطن القدس بوابة السماء وبوصلة الاحرار وقبلة كل المؤمنين على هذه الارض ..
نعم انا من هناك من فلسطين في جنوب بلاد الشام التي ارادها المستعمرون أن تنفصل عن امها سوريا حين قسموا الوطن أوطان فأصبحنا لاجئين في وطننا …
انا الاردني الفلسطيني الشامي .. فالسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث سوريا مطمئنا ..
انا ابن فلسطين المحتلة من الصهاينة شذاذ الآفاق الصابرة علي القهر وخدلان امتها .. وحدها تذود عن شرف العروبة وتقدم كل يوم ابناؤها شهداء على مذبح الحرية لتمسح عاركم .. أنا من اردتموني لاجئا في وطني انا من فلسطين التي لا تساوم على دمها …
مسيح هذا العصر … ونبؤه نبيه محمد .. واحة الشرف في زمن العهر .. فلسطين التي تنزف من ابنائها دما يطهركم …
لعلي اكون اجبت على سؤال ترك في القلب غصة وفي الروح وجع .. رُفِعَت الأقلام وجُـفّت الصّحف ..
كتبه: يونس الطيطي