نصوص من سِفر البلاء/ بهاء الدين السيوفي
أرجوحة في دمي تهتز كالجرس…
كأن روحي لا تقوى على النفس…
أكلما ارتج صوت النسر في شفتي
تعلقت بجناحي أذرع الحرس…
يا متخما بجنون الكأس تملؤها
بالدمع حينا وحينا بالدم النجس…
يا حادي الفرس استهوتك غرته
والنحس منعقد في جبهة الفرس…
ما كنت عيسى لأحيي النفس إذ هلكت
ولست نوحا لأبني الفلك في اليبس…
سنكون في الترحال وزنا زائدا
ينسل منا القول رجعا عائدا
ويكون منا الدرب أبعد ما يكون …..
سيكون طعم الورد مرا في دمي
وأظل أستجدي ورودك فاسلمي
ويسيل مجرى الدمع خلا في العيون …..
وحبيبتي ترخي ضفائرها على كتفي
وتسرح أو تميل …..
ويزيدها خجلي جمالا…
وحبيبتي يبتزها قال وقيل …..
وحبيبتي ابتعدت شمالا…
قالت لأول مرة ودعتها والدمع فوق الخد نيل …..
سيردنا عن بعضنا جو سياسي ثقيل …..
سيكون ليلك يا أخي ليلا طويلا، كاملا في العين
إلا أنه في القلب ينقصه رحيل …..
ستظل أرض الله أرض الله
يا الله، يا وترا يشج العين
معقودا على القطبين
يعزف في مجال الأرض
منفردا على الكون الجميل…
ويا غموضا بالغ الأوصاف
يا سأم الكواكب في الطواف
ويا ثبات الغيم بالمطر الثقيل…
ويا مزيج العنف والقلق المؤقت
باديا أو خافيا في مقلة القائد
يا حائطا من جانب واحد
يا مخرجا حرجا لإنصاف الدخول
ويا انتقام الكرمة الشماء من حجم العقول
ويا شموخا معجزا في شكل قامات النخيل…
ويا وضوح الحلم، يا شكلا لصوت الناي
يا فرض الحساب المستحيل…
أكفنا مرفوعة
وجباهنا تطوى بعقدتها الشغافُ …..
ولنا من الأرض الصغيرة كل هذي الأرض
إلا ما يحدده سلوك الجاذبية ، والغلافُ …..
سبع عجاف يا حبيبة أقبلت من بعدها سبع عجافُ …..
نحن الذين تصالحت فينا المروءة وانعدام الوزن
في جسد تكاتفه ارتجافُ …..
نمشي على سلك من اللغة الأصيلة، أعزل الطرفين
أرفع مرتين من الصراط المستقيم …..
سمّيت باسمك إذ بدأت
فقلما أتممت ما بدأت خطانا
واستعذت بماء وردك في دمي
من كل شيطان رجيم …..
فأنا أحبك حين ينتبه الجميعُ
وأنا أحبك عندما لا أستطيعُ
وأنا أحبك حين ترصدنا الخطى
ويقول عني الأهل قد جُنّ الفتى، ويثور أهلك …..
وأنا أحبك مركبا أو كوكبا
أحتار أي خطاه أسلك …..
لا شيء مثل حبيبتي
لا شيء مثلك …..