هل تقف المرأة عائقاً أمام المطالبة بحقوقها؟ ولماذا تغيب عن مشهد الحراك؟!
لا يخرج احتفال الأردنيين بيوم المرأة العالمي، عن كونه «احتفالاً» لا أكثر ولا أقل. يتم فيه تمجيد المرأة ودورها وأهميتها في المجتمع، وذكر أهم المعيقات التي تواجهها. إلا أن السؤال المهم الذي نتجنب ونحن نحتفل بهذا اليوم أن نطرحه هو: لماذا لا تزال هذه المرأة تعاني من الظلم وعدم المساواة والتمييز؟! ولماذا نرى ضعفاً في مشاركة المرأة في النضال من أجل حقوقها وحقوق مجتمعها؟!
الرئيسة السابقة لاتحاد المرأة الأردنية الرفيقة تهاني الشخشير أكدت في حديث لـ نداء الوطن على أن هناك العديد من العقبات التي تواجهها المرأة في الحصول على حقوقها ومن أهم هذه العقبات أولا القوانين والأنظمة والتشريعات المجحفة بحقها والتي لا تعطيها حقها في المساواة، ثانياً ثقافة رؤية المجتمع للمرأة ودورها وقدراتها ونظرة المجتمع الدونية للمرأة وعدم القناعة بقدرتها على المساواة بالرجل والقيام بنفس المهام وبنفس الكفاءة أو بكفاءة أعلى. ثالثا المرأة نفسها والنظرة الدونية للمرأة ولنفسها ولإمكاناتها.
وأضافت الشخشير بانه اذا لم تأخذ المرأة حقوقها كاملة وتكون شريكة في صياغة كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لن يتطور المجتمع ولن تحل قضاياه .
الرفيقة رانيا لصوي مسؤولة رابطة المرأة الأردنية «رما» أشارت في حديثها لـ نداء الوطن إلى أن عدم الثقة بقدرة المرأة على العمل بالمجتمع وبناؤه وأنها تتبوأ مناصب عالية وأن تصل إلى مناصب عالية في أماكن صنع القرار لا يوجد ثقة في جهدها وقدراتها للأسف وأحيانا لا يكون هناك ثقة من المرأة بالمرأة وليس فقط من الرجل للمرأة وكل الوعي النسوي مرتبط بالحراك السياسي والأحزاب السياسية الموجودة التي الى الان ليست قادرة على خلق حالة جماهيرية حقيقية بينها وبين الجماهير حتى تغير في وعيهم ولتخلق حالة جديدة.
وفي ظل الواقع الاقتصادي المأزوم في الأردن وتشكل حراك مناهض لسياسات الافقار كان واضحا غياب المرأة عن هذا الحراك. وفي هذا السياق ترى الرفيقة رانيا لصوي أنه يوجد ضعف في الحراك من الأصل وهذا ينعكس بالضرورة على نسبة تواجد المرأة، لكن الاضطهاد الذي يكون على المرأة يكون اضطهادا مركبا زيادة عن المجتمع وكل الأسباب الذي ذكرتها تعيق المرأة من المشاركة في الحراك من وعيها وتقبل الشارع لتواجدها فيه وتغييب ثقافة المرأة السياسية والايمان الضعيف بتركيبة المجتمع بقدرتنا على التغيير من خلال الحراك وضغط الشارع فالمرأة ليست مقتنعة كالرجل بقدرة الحراك على التغيير والوصول الى نتيجة وهذا الكلام الوصول له تم العمل عليه ومقصود من خلال المنظومة الحاكمة وهذا يؤثر على قناعاتنا فتجد الشارع يرفض النزول الى الشارع.
واتفقت الرئيسة السابقة لاتحاد المرأة تهاني الشخشير مع لصوي، وتضيف أن المرأة لم تأخذ حقوقها بالكامل ولازالت تناضل من اجل المساواة الحقيقة ما بينها وبين الرجل في كافة الحقوق وفي كافة الجوانب من العمل والدورات والمواقع القيادية، كما أن القوانين وفي كافة الجوانب المجحفة بحقها، فمن الطبيعي جدا أن ينعكس ذلك على تواجدها ودورها في الحراك. كل ما كانت المرأة حرة أكثر وكل ما كانت صاحبة موقف وقرار كل ما كانت مشاركة وفعالة في كافة الجوانب ومنها الحراك .