53 يوماً على الاختفاء القسري لتيسير النجار، و”الصحفيين” تتضامن “بخجل”
لا يزال الصحفي الأردني تيسير النجار محتجزاً قسرياً لدى السلطات الأمنية في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يقارب 53 يوماً، ولا يزال الاحتجاز في ظروف غامضة أشبه بالاختفاء.
النجار البالغ من العمر (43) عاماً، ذهب ليعمل مندوباً صحفياً للشؤون الثقافية في جريدة الدار في أبو ظبي، وهو أب لخمسة أطفال، كانوا بانتظار عودته في إجازته بتاريخ 3/12/2015، إلا أن الصحفي تيسير النجار تفاجأ بأنه ممنوع من مغادرة الإمارات، حيث تم استدعاءه لمركز أمن أبو ظبي، ومنذ ذلك الحين اختفى وانقطعت أخباره.
وفي السياق، نظّم مجموعة من الصحفيين اعتصاماً ظهر اليوم أمام نقابة الصحفيين، وأشار رئيس لجنة الحريات في رابطة الكتاب الأردنيين الأستاذ وليد حسني وفي اتصال هاتفي بـ نداء الوطن إلى أن الاعتصام جاء كخطوة أولى دعا إليها مجموعة من الزملاء الصحفيين، و”للأسف الشديد، إن مجلس النقابة لم يدعو له، وبعض أعضاء المجلس شاركوا في الاعتصام بالصفة الشخصية وليس بالصفة الاعتبارية.”
ويضيف حسني أنه بالرغم من تواضع الحشد، إلا أنه كان جيداً وأوصلنا رسالتنا التي تطالب بالإفراج الفوري عن الزميل تيسير النجار المحتجز قسراً لدى حكومة أبو ظبي منذ ما يقارب 53 يوماً، دون أن توفر حكومة أبو ظبي أية معلومات عنه.
ويعتقد حسني بأن حالة الزميل النجار مخالفة بالمطلق للقانون الدولي الإنساني ويعتبر هذا إرهاب دولة. ولفت حسني إلى أنه تقرر في اعتصام اليوم، القيام بسلسلة إجراءات تصعيدية أخرى لاحقاً، حيث سيتم إقامة اعتصام أمام وزارة الخارجية الأردنية، ثم اعتصام آخر أمام سفارة دولة الإمارات في عمان، ثم اعتصام أمام مكاتب الأمم المتحدة.
وأشار حسني إلى مطالبة المعتصمين، رابطة الكتاب الأردنيين ونقابة الصحفيين الأردنيين، بالتحرك بشكل أفضل وأوسع باتجاه المنظمات الدولية، لممارسة الضغط على حكومة أبو ظبي لضمان سلامة الزميل النجار أولاً، والإفراج عنه في أسرع وقت ممكن، بما في ذلك تأمين كامل حقوقه الإنسانية التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأيضاً قرار مجلس الأمن 2222 وتطبيق الاتفاقية الدولية المتعلقة بحماية الأشخاص من الاختفاء القسري. وهذه حقوق إنسانية ثابتة وراسخة، وبكل أسف فإن الزميل النجار حُرم منها.
ويعتقد الأستاذ وليد حسني أن الدور الذي لعبته نقابة الصحفيين ورابطة الكتاب الأردنيين لا يزال دوراً خجولاً ولا يرقى بالمطلق إلى حجم المأساة التي يعيشها الزميل النجار في الاحتجاز، وما تعانيه عائلته التي فقدت بالأمس شقيقه الذي توفي إثر نوبة قلبية.