لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
مقالات

دكتاتوريتنا وديمقراطيتهم / د.فاخر دعاس

بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص والغرب عموماً، فإن مصطلحي “الديكتاتورية” و”الديمقراطية”، ما هي إلا مسميات يتم استخدامها من قبل هذه الدول الإمبريالية لتبرير سياساتها وعدوانيتها تجاه الدول.

بينوشيه الحاكم العسكري لتشيلي الذي قاد انقلاباً دموياً قتل من خلاله سيلفادور الليندي الرئيس التشيلي المنتخب ديمقراطياً، وشاه إيران الذي عاد والده إلى الحكم بعد أن أسقط رئيس الوزراء المنتخب بمساعدة المخابرات الأمريكية، وضياء الحق القائد العسكري الذي قاد انقلاباً على ذو الفقار علي بوتو رئيس وزراء باكستان المنتخب، بدعم أمريكي، وفيرديناند ماركوس رئيس الفلبين الذي وصل إلى الحكم في انتخابات مزورة وحول بلده إلى مزرعة خاصة وأطلق عليه الأمريكان لقب “ذراع أمريكا القوية في آسيا”، وهيلاسي لاسي “الإمبراطور” الأثيوبي الذي قام بممارسة “العربدة” على الدول الأفريقية بدعم أمريكي – بريطاني.

كل هؤلاء هم حلفاء أمريكا وأصدقاؤها بل وعملاؤها، الذين مارسوا أقسى أنواع البطش والتنكيل بشعوبهم، وقاموا بقتل آلاف المعارضين واعتقال عشرات الآلاف منهم، بغطاء ومباركة أمريكية لهذه السياسات القمعية.

في المقابل، فإن هوغو تشافيز وسيلفادور الليندي الرئيسان اللذان وصلا إلى الحكم في كل من فنزويلا وتشيلي عبر صناديق الاقتراع، هما أعداء أمريكا والغرب ويجب استخدام كافة الوسائل لإسقاطهما بما في ذلك الانقلابات العسكرية الدموية. فالدم هنا هو بـ “طعم حرية الكوكاكولا والماكدونالدز”، فلا ضير بأن ينتشر في شوارع سانتياغو طالما أنه يتم بمباركة السيد الأمريكي.

هذا المعيار الأمريكي في الحكم على الأنظمة في العالم، استطاع أن يخدع الكثير من الأشخاص، وخاصة من الفئات المتعلمة، وذلك لسطوة وسيطرة الإعلام الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام وقوة تأثيره على مستوى العالم. كما راق هذا المعيار للبعض ممن “يترزق” من خلال دعم السفارات الغربية له أو لمؤسسته الإعلامية أو البحثية، فصار هؤلاء يتغنون بالمعايير الأمريكية والغربية ليس اقتناعاً بها، ولكن كي يرضى عنهم سيدهم وولي نعمتهم الأمريكي، فيغدق عليهم بـ”حفنة دولارات”!!

نعم يا سادة، هؤلاء البعض هم من يصفون فيدل كاسترو بالديكتاتور والقمعي بل والدموي، ليس لشيء وإنما لأنهم بحاجة إلى “تفليل” سياراتهم ذات الدفع الرباعي عبر الدولار الأمريكي. والله من وراء القصد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى