25 عاماً على معاهدة وادي عربة
على الرغم من مرور ربع قرن على تلك المعاهدة فإن الجماهير الاردنية لم تكل ولم تمل فى التصدي لتلك المعاهدة والتطبيع مع العدو وفضح المطبعين .
25 عاماً على هذه المعاهدة التى لم تكن معاهدة عادية خلقت سلاما كما يدعون .بل هى معاهدة اسست لنهج جديد يقوم على التسليم بالكيان الصهيوني كمشروع استيطاني عنصري.معاهدة كذلك كان الالتزام بها من جانب واحد فالعدو على الرغم من تلك المعاهدة لا يزال يتحدث عن اطماعه في الاردن ويستبيح السيادة الاردنية في كل لحظة تقتضيها حاجاته.
وعلى الرغم من هذه الصورة التي تنم عن غطرسة اسرائيلية ونظرة فوقية فالحكومة الاردنية لم تقدم على خطوة من شأنها اشعار هذا العدو بأن يده ليست طليقة وانها قد تلجأ الى اعادة النظر بالمعاهدة .بل راحت تعزز هذه المعاهدة من خلال الدخول فى مشاريع اقتصادية من شأنها ربط الاردن واقتصاده بالكيان الصهيوني.ولنا في اتفاقية الغاز المثال الاوضح على التهافت الرسمي الاردني ليس للتطبيع معه فحسب بل لخدمة اهدافه الاستراتيجية.
لم تكن تلك المعاهدة حادثا عرضيا بل هى امتداد لكامب ديفيد واوسلو .عكست تلك الاتفاقات حجم الانحطاط الرسمى والاستسلام العربي للعدو الصهيوني و تحقيقه بعض النجاحات لمشروعه.
وهي كذلك استمرار للاتصالات الاردنية السرية التى اقدمت عليها الدولة فى مراحل سابقة .
المعاهدة تعني كذلك اجهاض عملية الاصلاح السياسي وتحقيق ( ما يعرف بالديمقراطية المقيدة ) وتعني سن التشريعات التى من شأنها تسهيل العبور الصهيوني في الجغرافيا الاردنية.
ولأننا نرى فيها كل تلك المخاطر فالحركة الشعبية من أحزاب ونقابات ومنظمات مجتمع مدني تتصدى وبفعالية ضد التطبيع وفضح كل أشكاله وصوره وتبين انعكاساته على المجتمع الأمر الذي يتبدى واضحا بنجاح تلك الجهود رغم انتقال ذلك التطبيع من طابعه الرسمي الى الطابع الشعبي .
وتزداد اهمية مواجهة التطبيع وتلك المعاهدات في ظل السياسة الامريكية الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية من خلال ما (يعرف بصفقة القرن) والتي بدأت مقدماتها تظهر من خلال السعي المحموم لتصفية قضية اللاجئين ومن خلال الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة للكيان .
انها مرحلة فاصلة تحتدم فيها المواجهة بين المشروع الامريكي الصهيوني وبين قوى المقاومة والقوى الشعبية الرافضة لذلك المشروع .وتطال المواجهة كل شىء وكل الاشكال انها لحظة الحقيقة وعلينا التعامل معها بمسؤولية.