عيد العمال “يوم العمال العالمي” / بقلم: ثائر مالك
عيد الشغيلة والكادحين والفقراء والمهمشين، كل من يبيع قوة عمله لأصحاب الآلات والمصانع والمزارع وأنظمتها المسيطرة، مقابل قوت يومه ومعيشته.ومع اكتساح هذه الطبقة وتلك الفئات من المواطنين الشاسعة والممتدة في مجتمعنا المفقر والمفتت فكرياً ووطنياً إلا أنك تجدهم أي العمال والكادحين لا يؤتون بالاً ليومهم العالمي، هذا اليوم الذي يمثل ويتحدث عن تاريخ من النضالات العمالية والتضحيات المبهرة التي حددت وأجبرت أنظمة العالم أجمع على الخضوع لإرادة العمال في تحديد عدد ساعات العمل والإجازات السنوية وتحديد الأجور والتعويض عن الخدمة وكل ما تتمتع به اليوم الطبقة العاملة من حقوق وقوة، قلّصت وخففت وطأت استغلال وتهميش وتحكم رأس المال وأصحابه لليد العاملة.
هذه العملية المستمرة من النضال والمواجهة والتناقض بين الطبقة العاملة ورأس المال المحتكر لوسائل الإنتاج والسلطة الذي لن يتوقف مهما هدأ وخفت وتراجع عمالنا للأسف لا يعلمون شكلها وأصلها وقانونها الحتمي، لا يعون موقعهم الحقيقي في مجتمعهم الرأسمالي الاستهلاكي القبيح موقعهم كأغلبية وكأداة أساسية للإنتاج وهدف للترويج ومحرك للاقتصاد.
لماذا لا يعلمون ولا يعون؟ لأنه لا توجد حركة وفعل وفكر دؤوب ودائم تقوم عليه وبه كل فئات وجماعات وتجمعات وأفراد الشريحة الطليعية والثورية والمثقفة من العمال والكادحين والمتوسطين في مجتمعنا تكون موازية ومواجه لحركة وفعل وفكر الطبقة المسيطرة على مقدرات الوطن وإنتاجه وثروته التي كرست فكرة أن الفقر سببه ذاتي وأن النجاح في العمل والعيش هو عمل ونتاج فردي أناني فقط، ونجحت باستمرار في فرض قوانين تمنع وتحجم النشاط والفعل المطلبي العمالي الجماعي (النقابي) المنظم.لهذا نقول لنخبنا ومثقفينا الثوريين المدافعين عن العمال وحقوقهم والنقابيين المستقلين ومراصدنا ولكل البروليتاريين ومن نالهم شيء من الوعي العمالي أن اتحدوا قبل أن نقولها لجماهير العمال والكادحين القابعين تحت التجهيل المتعمد والإفقار القاتل لأي فكرة واجتهاد.