17نيسان | د.سعيد ذياب
تتدافع المناسبات في هذا اليوم، ما بين يوم الأسير الفلسطيني حيث يقبع في الأسر ما يربو عن خمسة آلاف مناضل، يتعرضون لأبشع الممارسات الفاشية “الإسرائيلية”، وسط صمود اسطوري يتحدث عنه الحاضر وسيبقى حديث الأجيال القادمة في المستقبل.
وفي نفس اليوم يتصدى المقدسيون لاقتحامات المستوطنين بكل بطوله دفاعا عن الأقصى وعروبة القدس.
واليوم هي الذكرى الرابعة والثلاثين لهبة نيسان تلك الهبه الشعبية التي وضعت حدا للتعسف والظلم الذي كان يلف ويحيط بالأردنيين من كل جانب.
فجأة وجد الأردني نفسه بدون عمل وأسعار ترتفع وحريه مصادره، نظر حوله كانت تتربع في القمة شريحه أدمنت الفساد وامتلكت الثروة وأوقعت البلاد في مديونية لا نعرف أين ذهبت.
الأغرب والأخطر أن هذه الشريحة بدلا من المراجعة لمسيرتها فإنها بحثت عن الخيارات الأسهل برفع أسعار السلع والمحروقات.
هنا كان لابد من الذي لابد منه من أن تقول الجماهير كلمتها وفعلا حدث بأن قالت كفى، كانت صرخة أهل معان وعموم الجنوب كافيه بأن تحدث صداها على امتداد الجغرافيا الأردنية وان تتسع الصرخة ليتشكل الصوت الأردني الذي لا يعلو عليه صوت فكانت بداية التحول السياسي وإحداث الانفراج الديمقراطي.
الا ان الحلف الحاكم وبدلا من استلهام الدروس والعبر من التجربة الماضية اختار السير في درب الليبرالية الجديدة وراح يبدد الثروة الوطنية تحت شعارات الخصخصة وتحرير التجارة.
لتكون النتيجة المزيد من التمايز المجتمعي وتنامي ثروة الأغنياء وازدياد إعداد الفقراء. وتعمق حالة التبعية.
من أجل تمرير تلك السياسات وتوقيع اتفاقية وادي عربه جرى تعديل قانون الانتخابات. من أجل الحصول على برلمان مطواع وكان لهم ما أرادوا.
اليوم ونحن نشهد الازمه العامة تسير نحو المزيد من التعقيد والثقة بين المجتمع والحكم تتراجع بشكل مذهل فإننا لا لا نبالغ أن قلنا ما أشبه اليوم بالبارح فكل الأبواب مفتوحه على كل الاحتمالات.
فالقمع والاعتقال وإدارة الظهر للواقع لا يلغي وجودة ولن يمنع استمرار المطالبة بالإصلاح.
في ذكراها لروح شهداء الهبه الرحمة والمجد والخلود