مقالات

يوم القدس العالمي في ظل الكورونا

يأتي يوم القدس العالمي هذا العام في ظل انتشار فايروس كورونا الذي يفرض الحجرعلى الناس في بيوتها، ويمنعها من مزاولة نشاطاتها الطبيعية.
إن إعلان يوم القدس العالمي ليكون في آخر جمعة من شهر رمضان جاء من جمهورية إيران الإسلامية وعلى لسان الإمام الخميني عام 1979 الذي صنف الكيان الصهيوني أنه سرطان قاتل، ومنذ ذلك التاريخ والعالم يحيى هذا اليوم في كل عام بمهرجانات واحتفالات شعبية ورسمية تأييدا لنداء الامام الخميني وايمانا بتحرير القدس التي تتعرض لهجمة تهويدية صهيونية مدعومة من الامبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية.


ولأن إيران تعرقل المشروع الامبريالي الصهيوني في تهويد القدس وتؤيد المقاومة العربية لإفشال هذا المشروع، وتدعم كل من يسعى لتحرير فلسطين، فقد عملت الامبريالية الامريكية على فرض حصار عسكري واقتصادي عليها لتنال منها، ومنذ سنوات وهي تشدد الحصار حتى تنهك الاقتصاد الإيراني وتحاول تطبيق مبدأ «استراتيجية الفوضى الخلاقة» الذي مارسته وتمارسه في عدة دول عربية لإنهاكها عبر تدمير اقتصادها وعبر عملائها والمجموعات المتنقلة التي ترسلها بعد جمعها من هنا وهناك الى البلد المستهدف كما حدث في سوريا وليبيا واليمن.
ولم تكن إيران يوما من النوع الذي يسهل اختراقه بل واجهت جميع التهديدات الامبريالية الصهيونية الرجعية العربية وحققت الانتصار تلو الآخر عليها منذ أن تصاعد التوتر بينهما بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الكبرى في عام 2015.
ولم تنجح الاساطيل الحربية ولا الحصار الاقتصادي أن يجعل إيران تركع للإمبريالية الصهيونية، بل استمرت تلك الجمهورية التي اثبتت قوتها وأن لها دور في عرقلة المشروع الامبريالي الصهيوني في المنطقة في الصمود والعطاء المقاوم.
ورغم كل تلك الظروف القاسية ورغم انتشار الكورونا في إيران وهي تعمل على وضع حد لانتشاره رغم الحصار الطبي ومنع الولايات المتحدة لوصول الامدادات الصحية للشعب الإيراني،فقد نجحت البواخر الايرانية من الوصول الى موانىء فنزويلا المحاصرة ايضا من قبل الولايات المتحدة، موجهة صفعة قوية لها ولنهجها العدواني للبشرية.
وقد أصاب الإفلاس السياسي والعسكري وفشل الحصار الاقتصادي والصحي الولايات المتحدة وحلفائها بالعمى السياسي حين مارست عملية اغتيال القائد الإيراني لفيلق القدس قاسم سليماني في محيط مطار بغداد، ويمكن وصف هذا العمل أنه أفدح خطأ للسياسة الامريكية ومؤشر على العجز الذي وصلت اليه الولايات المتحدة في مواجهة دولة إيران التي رسخت وجودها الفعال في انحاء العالم ولم تتراجع عن احياء يوم القدس العالمي وإن اختلفت المظاهر الاحتفالية لذلك اليوم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى