وكالة الغوث في ظل جائحة كورونا ما لها وما عليها
المتابعين لأحداث جائحة كورونا في العالم يلاحظون ان هذه الجائحة قد أثرت على اقتصاد الجميع من دول عظمى الى دول نامية وفي نفس الوقت الأعداد المتزايدة للمصابين وضعت القطاع الصحي لعديد من الدول في مأزق لا يحسدون عليه وبالتالي فإن العالم بكافة دوله ومنظماته الدولية تأثر بهذه الجائحة وبرزت ايجابيات وسلبيات في الدور المطلوب لتجاوز هذه الجائحة.
وبما ان وكالة الغوث هي واحدة من المنظمات الدولية فقد كان لهذه الجائحة تأثير واضح عليها وعلى ادائها واختلف هذا التائير ما بين ايجابيات وسلبيات انعكست على مناطق عملها الخمسة .
ويمكن تلخيص الايجابيات التي قامت بها وكالة الغوث بالتالي:
1-كانت السباقة في إيقاف قطاع التعليم ( مدارس كليات جامعات وإداريين ) في المناطق الخمسة حفاظا على صحة الجميع لما قد يترتب عن استمرار الدوام من مصاعب هي في غنى عنها .
2-اتجهت نحو متابعة كافة الأمور الادارية من قرارات ومتابعة شؤون الموظفين بمختلف المجالات من خلال العمل عن بعد .
3-اتباع التعليم عن بعد من خلال التلفزيون ومنصات التعليم ومواقع التواصل الاجتماعي رغم الامكانيات المحدوده للاجئين في مناطقهم الخمسة.
4-اغلاق كافة المراكز الصحية وتنظيم ايصال ادوية الامراض المزمنة الى منازل المرضى .
5-متابعه جائحة كورونا من خلال إصدار الارشادات لحماية اللاجئين اينما تواجدوا واصدروا بشكل دوري بيانات لإحصاء اعداد المصابين في مناطق اللجوء .
6-تقديم المساعدات العينية بحدود متفاوته من منطقه الى اخرى في مناطق اللجوء .
اما السلبيات في اداء وكالة الغوث فقد تمثلت في ما يلي :
1-ايقاف رواتب اكثر من 2000 موظف من موظفي وكالة الغوث البدلاء او عمال المياومة بسبب جانحة كورونا وتوقف العمل في كافة مرافق الاونروا في مناطقها الخمسة مما زاد من صعوبة الظروف المعيشية لهذه الفئة وعائلاتهم .
( علما بانه تم اصدار بيان من ادارة الوكالة بانها وافقت على صرف رواتب المعلمين البدلاء لشهر اذار ونيسان دون تنفيذ للقرار لهذه اللحظة وتم استثناء عمال المياومة والبدلاء في المراكز الصحية من القرار )
2-ارتفاع مديونية وكالة الغوث الى اكثر من مليار ونصف الناتج عن عدم دفع عدد من الدول المانحة لالتزاماتها الماليه وارتفاع المصروفات بسبب تقديم الخدمات المختلفه المرافقه لجائحة كورونا للاجئين في كافة مناطق تواجدهم .
3-التلميح الا ان استمرار هذه الجائحة وارتفاع العجز في مالية الاونروا قد ينتج عنه ايقاف رواتب العاملين كافة في مرافق وكالة الغوث اعتبارا من الاشهر القادمة .
4-من خلال الإصدارات الشهرية لأرباح صندوق الادخار لموظفي وكالة الغوث فإن الخسائر قد وصلت حتى نهاية شهر اذار 2020 الى ما يقارب 9.5% وان هذه الخسائر قد تزداد في ظل هذه الجائحة وبما ان ادارة وكالة الغوث غير قادرة على ايقاف هذه الخسائر فالمؤشرات تدل على انها سترتفع مما يهدد مدخرات الموظفين بخسارة ستكون كبيرة وبالتالي فهذا يهدد مستقبل الموظفين وعائلاتهم .
لذلك فان وكالة الغوث اصبحت في مهب الريح في ظل هذه الجائحة والتخوف من استغلال بعض الاطراف المتآمرين على القضية الفلسطينية وعلى استمرار وكالة الغوث من استغلال الظروف الحالية والاسراع في تصفيتها.