وقف الإبادة أولاً
على هامش الإعلان عن عقد «المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة» ، يتبادر للذهن جملة من المسائل ، محورها الأولويات ، وما هو المطلوب تقديمه بإلحاح وعلى عجل ، وماهي الحالة “الاسعافية” للقطاع الصحي في غزة المنكوبة والباسلة التي يجب ان تتركز الجهود لاعطائها الأولوية ، فهل وضع خطط ودراسات لإعادة البناء ، هو ما يشكل أولوية ، في ظل استمرار حالة الإبادة الجماعية والتدمير المنهجي ، عن سبق إصرار وبشكل مدروس ، من قبل الاحتلال الصهيوني ، وفي قلبها القطاع الصحي ومؤسساته ..
أم أن الأولوية هي لوقف العدوان والابادة الجماعية ، والأولوية لضمان الماء والغذاء ، والأولوية للوقاية من البرد والمطر ، والأولوية لتأمين المعالجات الطبية والجراحية الاسعافية غير القابلة للتأجيل ، والأولوية لاخراج ونقل الحالات التي لا تتوفر الامكانيات التخصصية لعلاجها داخل القطاع ضمن الامكانيات والظروف والمعطيات القائمة .. نعم ليست الأولوية لمشاريع استثمارية لشركات خاصة ودراساتها لما بعد انتهاء العدوان تسعى لحجز موطئ قدم لقضم حصة لها من ما يطلق عليه “إعادة الإعمار”. أما بعد أن يضع العدوان اوزاره ويندحر الاحتلال ، ويمسك الشعب الفلسطيني بزمام أموره ، حينها يصبح مطروحاً ملف إعادة الإعمار والبناء ، وسيقرر حينها شعب فلسطين كيف سيكون الإعمار ، وعلى من يقع قراره ليكون شريكاً باعادة الإعمار .
ملاحظة أخيرة ، كل هذه الكلف التي ستصرف في عقد مؤتمر في غير زمانه يمكن توظيفها لسد “طاقة” من احتياجات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المقاوم .