ورحل عنا عبدالرزاق عبدالواحد !
قالوا: “سافِر الى أمريكا .. أولادك هناك”. قلتُ: “لا أريد الموت في أمريكا”.
بالرفض! هكذا ختم المبدع عبدالرزاق عبدالواحد حياته..
هو آخر الشعراء العراقيين الذين عايشوا السياب ونازك الملائكة وشاذل طاقة، وأول من حصل على وسام بوشكينفي مهرجان الشعر العالمي ببطرسبرغ عام 1976.
غادرنا عبدالرزاق عبدالواحد الذي ولد في بغداد عام 1930 ثم انتقل الى محافظة ميسان جنوب العراق ، وقضى طفولته هناك ،ثم عاد الى بغداد طالباً في الصف الثاني المتوسط ، وأكمل دراسته الجامعية فيها متخرجاً في قسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1952 .
شغل مناصب عديدة ، فقد كان مدرساَ ، فمعاوناً للعميد في معهد الفنون الجميلة .. بعدها نقلت خدماته إلى وزارة الثقافة والإعلام فكان سكرتيراً لتحرير مجلة الأقلام ، ثم رئيساً لتحريرها ، ثم عين مديرا ً عاما ً للمكتبة الوطنية العراقية ، فمديراَ عاماَ لدار ثقافة الاطفال ، وعميداَ لمعهد الوثائقيين العرب ، واستقر أخيرا ًمستشاراَ ثقافياَ لوزارة الثقافة والإعلام بدرجة خاصة…
نشر اولى قصائده عام 1945، وأول مجموعة شعرية له عام 1950 . صدرت له حتى الآن سبع وخمسون مجموعة شعرية منها عشر مجموعات شعرية للأطفال هي أعز شعره عليه ، ومسرحيتان شعريتان.
ترجم الكثير من شعره إلى مختلف اللغات ، وكان أهم من ترجم له البروفيسور جاك برك إلى الفرنسية ،والدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي إلى الأنكليزية ، وترجمت أربعة آلاف بيت من شعره إلى اللغة المكدونية تهيئة لمنحه إكليل ستروكا العالمي ، بعد فوزه بوسام القصيدة الذهبية فيها عام 1986 ، لولا أن حالت ظروف السياسة دون ذلك.
ونقرأ له من “لنا البلاد”:
لـكـمْ سُـجـون ٌ، وَلـنــا أجــسَــاد ُ لـكــمْ سـِـيــاط ٌ، ولـنــا عِناد ُ
لـكــمْ جــيــوش ٌ، وَلـنــا دِماء ٌ هــذي تـُـبَادُ، تِـلـكَ لا تـُـبَاد ُ
لـكمْ سِلاح ٌمــا بـهِ عتاد ٌ لــنــا أيادٍ كـلـهــا عتاد ُ
لكـمْ مِـن َالغـرْبِ عِـصـيّ ٌوَلـنـا ظــهــورُنـا قــشـَّــرَهـا الجلاّد ُ
كـلّ ُالذي مَــرَّ لكـمْ، أجَـلْ لكـمْ.. مــاذا لـنـا ؟؟ نحن ُلـنـا البــلاد ُ