هل نجح العدو في كي الوعي العربي؟
يشغلني هذا السؤال كثيرا خاصة في ظل بروز ظواهر باتت لافتة للنظر في بعض الدول العربية وتحديدا في دول الخليج لانها خارجة عن المألوف، اقول خارجة عن المألوف لاننا تعودنا ومهما بلغت الخلافات البينية الرسمية تبقى الشعوب محافظة على توادها وتراحمها مثل جسد واحد، ومحافظة على وحدة أهدافها والتوافق على عدوها.
لكن ان تصل الامور الى الاحتفال بعيد(حانوكا ) اليهودي في احدى الدول العربية، وان تتبرع دول عربية لتعويض اسرائيل عن اغلاق باب المندب في وجة سفنها او السفن المتجة نحوها، بعمل جسر بري لنقل الفواكة الطازجة للكيان الصهيوني في الوقت الذي يذبح اطفال فلسطين ويتم حرق اجسادهم، وفي الوقت الذي يتم تدمير البيوت على روؤس ساكنيها وفي الوقت الذي يصر المجرم نتنياهو على المضي قدما في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، في هذا الوقت حيث الصمت والتواطؤ العربي، كل هذا يثير الاسئلة والتساؤل عن الاسباب الكامنة خلف كل ذلك؟
حاولت التفكير لكني لم اتمكن من الافلات من بعض التفسيرات ذات الطابع النفسي حيث تتعامل هذه الانظمة باحساس دوني تجاه العدو لذلك تتفانى هذه الانظمة لارضاء العدو تماما كما يتفاني العبد لارضاء السيد، وتتذلل هذه الانظمة لتنال القبول الصهيوني.
لقد نجح العدو في دفع هذه الانظمة بالقبول بواقعها والصمت على ما يجري لان العدو اقنعها ان هذا الحال افضل وعليها التسليم والرضا به.
لقد عمل العدو عبر عقود من الزمن لكي الوعي العربي وخاصة بعد هزائم متعددة تعرضت لها هذه الانظمة، الامر الذي دفع هذا الانظمة الى القبول بهذا الحال حفاظا على ذواتها.
كان نتنياهو واضحا حينما وجه كلامه للمؤتمرين في قمة الرياض ان(اصمتوا ولا تتكلموا، نحن ندافع عنكم)، لقد تكشفت الكثير من الاقنعه، فثمة فرق كبير بين انظمة تكتسب شرعيتها من الاجنبي ونظام يعكس الارادة الشعبية.
حاول العدو الامريكي والصهيوني التغلغل عميقا في الذهن العربي وتوجيهه بالانصياع للمشيئه الامريكية من خلال تطبيق عقيدة (الصدمة والترهيب) وفرضت عليها القبول بما يعرف بالليبرالية الجديدة، والا كيف نفسر الساحات الفارغة للعواصم العربية من الجماهير العربية الا ماندر.
في الوقت الذي تكتظ شوارع العواصم العالمية رفضا للحصار وحرب الابادة والتجويع التي يمارسها العدو، بحق اهل غزة كيف تصمت العواصم العربية على اغلاق المعابر وسياسة التجويع ضد اهل غزة؟لماذا تبلدت المشاعر وتكلست؟
انها معركة الوعي، معركة يجب أن تخوضها الجماهير العربيه من اجل حريتها ورفض عبوديتها، وهذه لحظتها حيث يجسد المقاومون الفلسطينيين اروع صور البطولة والصمود في وجة النازيين الجدد لتنهض الجماهير التاريخ لن يرحم الصامتون ولا المنكفئين عن مسؤوليتهم.
لن تخسر الجماهير الا القيد وستكسب حريتها ونديتها