مقالات

هل نتفاءل بنتائج المجلس الوطني الفلسطيني؟ / د. موسى العزب

هل يجب أن نتفاءل بإجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني التي عقدت في بيروت!؟

بطبعي متفائل، ولكن هذه الإجتماعات بأجندتها وأطرافها وغاياتها، لم تدفعني مطلقا إلى التفاؤل.

هنالك منظمات مقاومة شاركت بحسن نية ورمت بثقلها لإنجاح المصالحة الفلسطينية، وضخ دماء جديدة في المؤسسات الوطنية، ولكن هذا لا يكفي، لأن المستحثات البشرية المُجِرَّبة العقيمة التي تدافعت لتحتل مواقعها حول الطاولة، هي سبب الضياع وترسيخ عوامل الإنقسام.. هل نتوقع منها حلا أو خلاصا!؟

لم ألحظ هناك تجديد، لا شباب لا نسوة في أجواء هذه النقاشات، لا أجندة وطنية، لا برنامج توحيدي مناضل، فقط أعداد من الأفيال المترهلة إلتفوا حول وليمة، كل من فيها يبحث عن وجبته وحصته المعلومة.

رموز السلطة الفلسطينينة المتخمين بالإمتيازات والولاءات، ليسوا مهتمين بالمطلق بتوحيد الساحة على أسس برنامجية وطنية، لا يهمهم سوى إمتيازاتهم وتأمين مصالحهم الشخصية!!

أنصار الإمارة الغزاوية، وكنفدرالية الدويلتين، ليسوا ضد الصيغ الوحدوية، ولكن على شرط أن تأتي لزيادة هيمنتهم وتمكين سلطتهم على فضاءات أوسع من غزة بعد أن طُوِّب القطاع بإسمهم، ولصالح أجندات جماعتهم في الإقليم!!

لن يسمح “للسلطة” بإعادة بناء أدوات المشروع الوطني الفلسطيني ببرنامجه التوحيدي الكفاحي، لن تسمح قيادة السلطة إذا بقي القرار بيدها، بإعادة دور مقرر وحاسم لفسطينيي الشتات والمخيمات بإعادة صياغة موقفهم في إطار وحدوي برنامجي ديمقراطي.. حتى لو تم تشكيل وتلفيق مثل هذا المجلس، فإنها ستصر على عقده في رام الله في ظل حراب الإحتلال ودسائس الأمن الوقائي والمال السياسي الفاسد!!

هذه المحاولات الفلسطينية في بيروت لن تؤدي إلا إلى الإمعان في شرذمة الساحة الفلسطينية، وزيادة درجة الإحباط في الساحة الوطنية.. لست متشائما، ولكن على القوى الحية أن تغادر كل هذا النهج، وتعمل لبلورة مسار جديد، مسار وطني سياسي مقاوم جديد، قد يأخذ بعض أدواته مما هو قائم، ولكنه يفتح آفاقا خارج هذا التكلس والضياع .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى