لآخر المستجدات تابعنا على قناة تلغرام

تابعنا
أخبار فلسطين

هل سيكون مؤتمر وارسو مقدمة لتمرير صفقة القرن وتشكيل ناتو عربي-صهيوني؟

نجح في تحقيقات اختراقات "تطبيعية" وفشل في تشكيل تحالف في مواجهة إيران

قرر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الحضور شخصيًا، في مؤتمر نظّمته واشنطن في العاصمة البولندية وارسو، واختارت أن تكون إيران العنوان الأبرز فيه؛ حيث كان قد أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في 11 كانون ثاني أن المؤتمر سيتضمن عنصرًا رئيسًا هو التأكد أن إيران لا تمارس نفوذًا مزعزِعًا للاستقرار، في الوقت الذي اختارت معظم الدول المشاركة إلى تخفيض تمثيلها إلى ما دون وزراء الخارجية.في 13 شباط، كان على جدول أعمال مسؤولين من 60 دولية أجنبية وعربية، منها: مصر، والإمارات، والسعودية، والبحرين، والمغرب والأردن وغيرها، مواضيع مثل: أزمات الشرق الأوسط، ومكافحة الإرهاب، وملف الهجرة، وأزمتا سوريا واليمن والقضية الفلسطينية.
من الجدير بالذكر أن أمريكا والإمارات أرسلتا مسؤولين من الصف الأول، فيما لم يُرسل الاتحاد الأوروبي سفيره بدعوى الانشغال. أما لبنان فقد قرر مقاطعة المؤتمر بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت، إضافة إلى مقاطعة روسية صينية.

مؤتمر وارسو وعداوة العرب لإيران على حساب «اسرائيل»
وفي معرض الحديث عن المخططات الأميركية الصهيونية، يرى الدكتور سعيد ذياب، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، أنه يجب النظر إلى مؤتمر وارسو من خلال الأهداف الأمريكيه الرامية إلى تجييش دولي ضد إيران واتهامها بأنها تعمل على خلق حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة. وعن فرص نجاح المؤتمر يقول ذياب: «أعتقد أن مؤشرات فشل المؤتمر بدأت من خلال تدني مستوى المشاركة الأوروبية، ورفض كل من روسيا والصين المشاركة لأن أمريكا تريد تسويق وفرض أجندتها بمعزل عن القوى الدولية المشاركة».
ويتابع ذياب، «ومن أجل تخفيف حدة الرفض الدولي من أجل الدخول فى اصطفاف دولي ضد إيران طُرحت فكرة احتمال بحث القضية الفلسطينية وإمكانية الحديث عن الخطوط العامة لصفقة القرن. وكانت أمريكا تريد كذلك خلق حالة من القبول الإقليمى لصفقة القرن وبذلك تمهد المناخ لإطلاق صفق القرن فى ظل قبول إقليمي ودولي بحيث يصعب على الجانب الفلسطيني رفض الصفقة».
وحول فرص نجاح المؤتمر، يرى الدكتور سعيد أن أيّ قراءة للمؤتمر وأجوائه من شأنها أن تُظهر الفشل الكبير الذي مُني به المؤتمر، خاصة فشله في الإعلان عن انبثاق ما كان يلوح به بتدشين ما يسمى بناتو عربي. وأضاف، «إن الأمور لم تتجاوز حدود بيان لا يختلف عما تتحدث به أمريكا والكيان الصهيوني، إلا أننا يجب أن نعترف أن حالة من التطبيع الرسمي مع العدو الصهيونى تبدّت من خلال المصافحات والصور واللقاءات مع نتنياهو، وهذا بدون شك نجاح للعدو».
من جهته يتّفق أبو علي حسن، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مع الدكتور سعيد في أن مؤتمر وارسو, هو محاولة من قبل الإدارة الأمريكية لتأسيس حلف دولي يؤتمر من الإدارة الأمريكية, في مواجهة كل القوى والدول التي تتعارض سياساتها مع أمريكا، وهي محاولة جديدة لقيادة العالم عبر الأحلاف, وعليه فالمؤتمر ليس معزولًا عن الاستراتيجية الأمريكية في كيفية إدارة العالم والهيمنة السياسية والاقتصادية, وتجميع وإحياء الدور الأوروبي تحت المظلة الأمريكية, صحيح أن هناك أهداف مباشرة لهذا المؤتمر, لكنها أهداف مرتبطة أشد الارتباط بالأهداف الاستراتيجية الأمريكية.
ويتابع أبو علي، «أما الأهداف المباشرة لهذا المؤتمر, فتتعلق بمحاصرة إيران سياسيًا واقتصاديًا وعزلها, وحصارها على أوسع نطاق إقليمي وشرق أوسطي حتى تبرر أمريكا لنفسها سياستها المناوئة والمعادية لإيران, وعليه فهي تحاول أن تجر أوروبا المترددة إلى سياستها, ومن جهة أخرى تحاول أن توجد حالة من العداء العربي لإيران, لاسيما دول الخليج, فأمريكا عاجزة عن مواجهة إيران بدون أدوات لها في الخليج؛ إن مؤتمر وارسو ليس إلا مظهرًا سياسيًا لتأليب العرب على إيران وفتح أوتوستراد سياسي تطبيعي باتجاه «اسرائيل»».
وعن سبب معاداة أمريكا لإيران بهذا الشكل، فيقول أبو علي حسن أن السبب الرئيس لذلك هو عداء إيران لـ»اسرائيل» ونفوذها، ودعمها السياسي والإعلامي واللوجستي للمقاومة الفلسطينية, وكذلك دعمها لحزب الله اللبناني, الذي هو بالمحصّلة عدو استراتيجي لـ»اسرائيل» وعليه فإن كلمة السر في العداء لإيران مرهونة بعداء إيران لـ»اسرائيل.
أما عن قدرة الأنظمة العربية على تسويق هذا الطرح، فيقول: «يجب التفريق بين عرب الخليج, وبين العرب الذين حضروا دون هدف, وإنما فقط لإثبات الحضور أمام أمريكا, وهناك عرب المغرب العربي الذين ليس لهم ناقة ولا جمل في معاداة إيران, وعليه فإن هذا العداء سوف يتفكك تدريجيًا».

مؤتمر وارسو وفرص نجاح صفقة القرن
من حيث تعزيز فرص صفقة القرن من عدمها، يعتقد الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية أن الإدارة الأمريكية تحاول خلق نوع من الأمر الواقع، وخلق القبول العربى والإقليمي والدولي للصفقة بحيث يتم شلّ أي قدرة على مواجهتها. كما يرى أن عدم مشاركه الجانب الفلسطيني وحالة الإرباك التى تعيشها الأنظمة الرسمية وخشيتها من ردة الفعل الشعبى العربي، وتنامي حضور محور المقاومة وصمود سوريا والانتصارات التى حققها الجيش العربي، وتنامي دور وفعل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، والحضور الإيراني الإقليمي المتزايد وصمودها فى وجه الحصار، كل ذلك يعزز من فرص النجاح فى إفشال صفقة القرن والقائمين عليها؛ فالحديث عن فرص تلك الصفقة لا يمكن عزله عن الصراع الدائر فى منطقتنا بين محور المقاومة والمشروع الأمريكي الصهيوني.
من جانبه، يرى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية أن الأمر يتعلق بفهمنا لما يسمى «صفقة القرن»، ويقول: «فهمي لصفقة القرن بأنها سياسة استنسابية لمحصلة الهزائم العربية والفلسطينية, ولا توجد صفقة مباشرة إنما توجد سيرورة سياسية تستهدف طي الحق الفلسطيني, والملف الفلسطيني بأكمله, خطوة خطوة, وأمريكا ليست على عجلة من أمرها ما دامت تحقق على الأرض ما تريده من كسر جدار العداء لـ»اسرائيل»، وهنا قد يبدو أن الاعتراف بالقدس ونقل السفارة الأمريكية, وعملية التطبيع الجارية على قدمٍ وساق، قد يبدو أن ذلك جديدًا, لكنه بالواقع ليس كذلك, فالمقدمات الموضوعية والذاتية كانت دائمًا تشي بتحولات استراتيجية في المزاج العربي الرسمي، لكن ما يحدث اليوم هو صادم لكنه ليس بجديد، فالمباشر دائمًا صادم بينما المتدرج يمر بهدوء وبدون ضجيج, ولعل سياسية ترامب الشفافة هي الصادمة للبعض».

المطلوب فلسطينيًا وعربيًا
وفيما يتعلق بالمطلوب على الصعيدين الفلسطيني والعربي على حد سواء، من أجل التصدي لمخرجات مؤتمر وارسو على صعيد التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية، فيرى ذياب أن الأمر لا يقف عند حدود نتائج هذا المؤتمر التي لم تتجاوز حدود البيان، فالمطلوب هو التصدي للرؤية الأمريكية الصهيونية التي تتمثل باستغلال هذه اللحظة من الانهيار الرسمي العربي لفرض التطبيع، وإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة والتعامل معه ككيان طبيعي، بحيث يتم استكمال هذا الخطوة بتصفية المشروع الوطني الفلسطيني، ويستدرك قائلًا: «من هنا أرى أنه علينا أخذ موضوع الهرولة الرسمية للتطبيع بمنتهى الجدية من خلال تعزيز اللجان المناهضة للتطبيع، واعتباره خيانة وطنية وقومية يجب المحاسبة عليها».
فلسطينيًا، يعتقد الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية أنه يجب على السلطة أن تبدأ بنفسها بوقف التطبيع، ووقف التنسيق الأمني، والتحلل من كل تبعات والتزامات أوسلو، وإنهاء الانقسام وصولًا إلى مجلس وطني توحيدي وتشكيل مرجعية واحدة تقود النضال الفلسطينى كجزء من محور المقاومة، فالانقسام وغياب المرجعية والمشروع المشترك سيبقى يُشكّل المدخل للقوى المعادية للنفاذ داخلنا وتعطيل نمو قوانا».
في ذات السياق، يقول أبو علي حسن: «من الأهمية بمكان أن ندرك أن أصحاب الحق «الفلسطينيين» وحضورهم ومواقفهم وعدم التخلي عن مشروعهم الوطني بكل مكنوناته الوطنية والسياسية, هو الفيصل في إفشال كل المؤتمرات والسياسات الهادفة إلى شطب القضية الفلسطينية من الوعي والوجدان الفلسطيني، وعليه فإن تعميق الوعي بالحق الفلسطيني، ونشر الثقافة الوطنية وإحياء الرواية الفلسطينية بكل مساحاتها هو الرد الحقيقي على كل الصفقات, وعلى عملية التطبيع الجارية منذ عام 1948، فالأنظمة العربية اعترفت بـ»اسرائيل» واقعيًا منذ اتفاقات الهدنة, وهي التي تحمي حدود الكيان حتى اليوم من الغضب الشعبي والمقاومة».
ويضيف، «ولما كان الوجود الفلسطيني على الجغرافيا الفلسطينية يمثل 50% من الوجود الصهيوني فالانكسار الفلسطيني غير وارد، والتصفية غير واردة، والصراع مفتوح بكل أبعاده السياسية والتاريخية والجغرافية، وأي تنازل فلسطيني ليس إلا لحظة انهيار في الزمن الفلسطيني الممتد منذ آلاف السنين، أما مؤتمر وارسو ومخرجاته ليست إلا شكل من أشكال الصراع مع الوعي العربي والوعي الفلسطيني لن يكتب له النجاح».

بواسطة
نداء الوطن - وسام الخطيب
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى