هدية بوتين لإسرائيل: دبابة السلطان يعقوب
أعلنت إسرائيل، أمس، أنها ستتسلم قريباً من روسيا دبابة إسرائيلية كان قد غنمها الجيش السوري في معركة السلطان يعقوب الشهيرة في البقاع اللبناني، أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982. وجاء هذا الإعلان قبل أيام من وصول رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى موسكو للمشاركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في احتفال مرور 25 عاماً على إعادة العلاقات بين الدولتين.
وتعتبر الدبابة الإسرائيلية التي قرر بوتين إعادتها إلى إسرائيل واحدة من عدة دبابات غنمها الجيش السوري في معركة السلطان يعقوب خلال الغزو الاسرائيلي في العام 1982، والتي تعتبر من أكبر معارك الدبابات بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت سوريا قد أهدت هذه الدبابة للجيش الروسي، وبقيت هناك منذ تلك الأيام في متحف عسكري في موسكو.
وأفاد ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو أثار موضوع الدبابة في لقائه مع بوتين في الكرملين في زيارته هناك في نيسان الماضي، بناءً على طلب رئيس الأركان غادي آيزنكوت. وطلب نتنياهو من بوتين إعادة الدبابة لإسرائيل، لأنها على وجه الخصوص «الشهادة والذكرى الوحيدة لعائلات الجنود الإسرائيليين الثلاثة المفقودين من المعركة التي وقعت في 11 حزيران 1982، تسفي فيلدمان، يهودا كاتس وزخريا باومل».
وحسب صحيفة «هآرتس» فإن إسرائيل تلقت في نهاية الأسبوع الماضي بلاغاً يفيد أن بوتين استجاب لطلب نتنياهو ووقع أمراً رئاسياً بإعادة الدبابة لإسرائيل. وأطلع نتنياهو عائلات الجنود المفقودين من تلك المعركة.
وقال بيان عن رئاسة الحكومة إن في موسكو حالياً وفداً من سلاح الإمداد في الجيش الإسرائيلي يفحص مع ممثلي الجيش الروسي سبل نقل الدبابة لإسرائيل في أسرع وقت.
وقال نتنياهو، في بيان نشره بهذا الخصوص، «أشكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استجاب لطلب إسرائيل إعادة الدبابة من معركة السلطان يعقوب. فليس لعائلات المفقودين، زخريا باومل، تسفي فيلدمان ويهودا كاتس أي ذكرى من أبنائهم وقبر يزورونه، منذ 34 عاماً. هذه الدبابة هي الشهادة الوحيدة من المعركة، وهي ستعود الآن لإسرائيل بفضل تجاوب الرئيس بوتين مع طلبي».
ومن المعروف أن معركة السلطان يعقوب وقعت في اليوم السادس لبدء الحرب الإسرائيلية على لبنان، وفيها طوقت القوات السورية المدرعة ووحدات من الكوماندوس قوة مدرعة إسرائيلية. وقد حاول الجيش الإسرائيلي فك الحصار السوري عن القوة المحاصرة فأرسل قوة مدرعة كبيرة إلى هناك، غير أن نتيجة المعركة كانت مقتل ما لا يقل عن 20 جندياً إسرائيلياً وإصابة 30 آخرين وفق البيانات الإسرائيلية، وفقدان ستة جنود ظل ثلاثة منهم مفقودين حتى اليوم. ودمر الجيش السوري دبابتين في تلك المعركة وغنم ثماني دبابات.
ولاحقاً عرف الجيش الإسرائيلي مصير ثلاثة من مفقودي تلك المعركة، حيث قتل أحدهم أثناء المعركة ودفن في سوريا، وأعيدت جثته في نهاية الحرب. والثاني أريك ليبرمان وقع أسيراً في يد الجيش السوري وتحرر بعد عامين. أما الثالث فهو حازي شاي الذي وقع أسيراً بأيدي الجبهة الشعبية – القيادة العامة وأفرج عنه في عملية التبادل التي تمت في العام 1985.