مقالات

نهاية ظاهرة تسيبراس..وأخيراً سقط تسيبراس.. / د. موسى العزب

بكثير من التشفي، ترحب قنوات الأخبار الفرنسية، هذا المساء، بخسارة تسيبراس وحزبه في الإنتخابات البرلمانية اليونانية المبكرة.

بينما هنأ رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس زعيم حزب الديمقراطية الجديدة اليميني المحافظ كرياكوس ميتسوتاكيس بفوزه بالانتخابات التي عقدت اليوم الأحد.

بعد أربع سنوات في السلطة، وكثير من الآمال التي علقت عليه، يخسر اليسار اليوناني الإنتخابات، بشكل لم يكن مفاجئا، وبما يوافق الكثير من التوقعات السياسية والصحفية.

ويعيد بعض المراقبين هذه الخسارة إلى العوامل الداخلية والخارجية التالية:

١ – إعتماد برنامج تقشف شديد، فرضه الإتحاد الأوروبي على اليونان، بقيادة ألمانيا وفرنسا، كشرط لإعادة جدولة الديون، وظهر واضحا بأنه من خلال هذا البرنامج، حفرت أوروبا قبرا مبكرا لتسيبراس وحكومته.

٢- فرض زيادات ضريبية واسعة مست جميع شرائح الطبقة الوسطى، في محاولة للإيفاء بالقروض الخارجية لتجنب الفوائد العالية وغراماتها، (وبما يعاكس وعودة الإنتخابية السابقة)!!

٣- إنتهاء المحادثات اليونانية مع شمال مقدونينا، والتي إنفصلت عن يوغوسلافيا عام ١٩٩١، بموافقة اليونان على الإسم المقترح بـ”جمهورية شمال مقدونينا”، وهي التسمية التي رفضت من قبل كل الحكومات اليونانية السابقة على مدار ٢٧ عاما تخوفا من أطماع الجمهورية الناشئة بمطالبتها بأراض في الجنوب، وهي “مثلبة” إستغلها اليمين اليوناني القومي ضد تسيبراس، وإعتباره مفرطا بالمصالح القومية العليا للبلاد.

 

تقدُّم اليمين الشعبوي ذي النزعة العنصرية والفاشية، يعبر عن ظاهرة طبعت مؤخرا معظم الإنتخابات الأوروبية، يرافقها مقاومة محدودة للتيار الليبرالي، وتراجع واضح لليسار مع بعض الإستثناءات.

عنوان للنقاش المعمق يدور حاليا حول هذا الموضوع في دوائر اليسار الأوروبي.

بواسطة
الدكتور موسى العزب
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى