نظرة على واقع الشباب في المجتمع
إن تحدثنا عن واقع الشباب في مدينة اربد فإنه لا يختلف سوى بفروق بسيطة عن واقع الشباب في باقي مدن وقرى المملكة، وذلك تبعاً للبيئة الجغرافية التي تعد عاملاً طبيعياً في تحديد خصائص وسمات الشخصية بشكل عام.
والشباب في مدينة اربد لا يخرج همّهم عن إكمال الدراسة وإيجاد وظيفة وتأمين حياة عائلية مستقرة، ولكن انطلاقاً من تراكمات العملية التعليمية سواء المدرسية وحتى الجامعية وما ينتج عنها من مخرجات لا تكون بمستوى الوضع العام السائد سواء في سوق العمل أو البيئة المجتمعية، مما يستدعي بالكثير من الشباب إلى أن يصل إلى درجة التسليم بالأمر الواقع والتعاطي مع مجريات الحياة اليومية التي قد تصل إلى حالة اللامبالاة وينتج عنها سلوكيات مزعجة مثل التفحيط بالسيارات بالشارع العام إلى رفع صوت الموسيقى وما يصاحبها من أغاني بطريقة مزعجة وخاصة في ساعات الليل إلى ضيق الخلق والعصبية الزائدة إلي تؤدي إلى افتعال مشاجرات ومشاكل بين الشباب لأسباب ليست ذات قيمة تذكر .
فالشباب عندما يعيش حالة الفراغ وينتابه الإحساس بأنه عبء على أسرته التي تكون قد عوّلت عليه بعد التخرج أن يساعدها في أعباء الحياة، فهذا يؤدي فيه إلى حالة من الضياع وشبه الانفصال عن الواقع لا مواجهته ولا سيما أن ثقافة العيب ما زالت تلعب دوراً كبيراً في عقول المجتمع لدرجة أنها أصبحت موروثاً اجتماعياً لا يمكن تخطيه إلا بصعوبة.
حالة التخبط التي يعيشها الشباب الأردني أسبابها ومسبباتها كثيرة، ولكن يمكن إجمالها حسب أهميتها كالتالي:-
أولاً: سوء التخطيط للعملية التعليمية من المدرسة إلى الجامعة، وهذا مرده إلى السياسات التعليمية التراكمية التي لا تخرج عن التلقين.
ثانياً: فرض الكثير من الأهالي على أبناؤهم تخصص الدراسة الجامعية دون النظر إلى رغبة أبنائهم ماذا يريدون أن يدرسوا، وهذا شق لا ينفصل عن سوء التخطيط في العملية التعليمية.
ثالثاً: عدم وجود التوعية الثقافية الكافية للطلبة وخاصة في الجامعات وإشراكهم في البناء للمجتمع من حيث المشاركة في مؤسسات المجتمع المخلي من أندية سواء ثقافية أو رياضية أو اجتماعية، إضافة إلى عدم تشجيعهم المشاركة في العملية السياسية من حيث تشجيعهم لا ترهيبهم بالانخراط في الأحزاب.
ونضيف كذلك دور الإعلام الموّجه منذ سنوات في محاولة تمييع دور الشباب بالمجتمع وخاصة العوّلمة وما لعبته من دور خطير على الكثير من قيم المجتمعات وإسقاطها لها وكانت أهم فئة مستهدفة هي الشباب.
إن واقع الشباب سواء في اربد أو كافة مناطق المملكة ونستطيع أيضاً أن نضيف على العالم العربي بأكمله، هو واقع مؤلم ويجب التنبه له والوقوف مع الشباب لا أن نقوم بنقدهم لمجرد النقد بل من أجل معالجة مشاكلهم ومواجهة الجهات الخارجية مثل منظمات NGO’S التي تدفع بالشباب خاصة إلى قبول الآخر أي العدو الصهيوني ومنظماته التي لا تخرج عن عفن الرأسمالية المقيتة.