بيانات وتصريحات الهيئات الجماهيرية

نشرة توعوية (9) صادرة عن اللجنة الصحية للحزب

ضمن سلسلة نشراتها للتوعية الصحية حول جائحة فيروس كورونا المستجد، تقدم لكم اللجنة الصحية لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني نشرتها التاسعة؛ والتي نربط فيها العامل البيولوجي الذي ذُكر في النشرة السابقة بالعامل الاجتماعي، ومن ثم نقارنهما ببعض الدول “المتقدمة في المجال الصحي” وكيفية تأثير جائحة كورونا عليها.

من خلال تحليل علمي موضوعي للعوامل التي تؤثر في الصحة العامة يتبين لنا أن الحالة الصحية للسكان تعتمد على العلاقة بين البيولوجي والاجتماعي، وطبيعة النظام الاقتصادي-الاجتماعي السائد، ومجموعة المعايير والإرث الثقافي والاجتماعي والقيم الأخلاقية السائدة وما يترتب عليها من تطور.

استناداً إلى ما سبق فإن المحددات الاجتماعية للوضع الصحي هي التي تنتج عن العلاقة الجدلية بين ظروف ونمط الحياة المادية والبيئية المحيطة. لذلك، فعند دراسة العلاقة بين الصحة والمرض نستنتج أن المنتج النهائي تحدده العلاقة بين الظروف البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية والسياسات الصحية النابعة منها كجزء من السياسات العامة للدولة.

من المؤشرات الرئيسية لقياس الحالة الصحية للسكان في أي بلد نذكر التالية : الخصوبة، النمو والتطور البدني والنفسي، المراضة، الإعاقات، والوفيات ، وهناك غيرها. فبمعرفة هذه المؤشرات يمكننا صياغة أدوات القياس والسياسات التي تؤثر بطريقة ايجابية للسيطرة على صحة المجتمع ومعالجة السلبيات وإزالتها. ولتقييم مدى تطور وكفاءة النظام الصحي لا يكفي الإشارة إلى مدى توفر الأجهزة الطبية، أو القدرة على القيام بالعمليات الدقيقة ، رغم أهميتها ، بل من خلال مؤشرات قياس تحدد جودة النظام الصحي وانعكاسه بشكل طردي على الحالة الصحية للسكان.

سنعرض عدد من مؤشرات القياس الرئيسية ومدى تحققها على الصعيد المحلي  ومقارنتها بما هو متحقق لدى بعض الدول، على سبيل القياس :

  • عدد الأسرة المتاحة في المستشفيات بالنسبة لعدد السكان:
    1. عدد الأسرّة المتاحة في الأردن هو 1.4 سرير لكل ألف مواطن.
    2. متوسط عدد الاسرة المتاحة في الدول المتقدمة هو بمعدل 5.9 سرير لكل ألف نسمة.
    3. عدد الأسرّة المتاحة في كوبا هو 5.2 سرير لكل ألف مواطن.
    4. عدد الأسرّة المتاحة في الصين هو 4.2 سرير لكل ألف مواطن
  • عدد الأطباء لكل ألف نسمة:
    1. عدد الأطباء في الأردن بواقع 2.6 لكل ألف نسمة.
    2. عدد الأطباء في الاتحاد الأوروبي بواقع 3.9 لكل ألف نسمة.
    3. عدد الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية 2.59 لكل ألف نسمة.
    4. عدد الأطباء في كوبا هو 8.19 لكل ألف نسمة.
    5. عدد الأطباء في الصين بواقع 1.7 لكل ألف نسمة.
  • أمل الحياة بالسنوات المقدرة عند الميلاد:
    1. في الأردن 76.05 سنة.
    2. في الاتحاد الأوروبي 83.4 سنة.
    3. في الولايات المتحدة الأمريكية 81.10 سنة.
    4. في كوبا 78.45 سنة.
    5. في الصين 78.83 سنة.
  • معدل الوفيات الأطفال لكل ألف مولود :
    1. الأردن، بواقع 15.10 لكل ألف مولود ذكر، و12.60 لكل ألف مولود أنثى.
    2. الاتحاد الأوربي، بواقع 4.4 وفاة لكل ألف مولود ذكر، ووفاة3.6 لكل ألف مولود أنثى.
    3. الولايات المتحدة الأمريكية، بواقع 6.10 لكل ألف مولود ذكر، و5.10 لكل ألف مولود أنثى.
    4. كوبا، بواقع 4.10 لكل ألف مولود ذكر، و3.3 لكل ألف مولود أنثى.
    5. الصين، بواقع 7.8 لكل ألف مولود ذكر، و6.9 لكل ألف مولود أنثى.

المؤشرات السابقة تبين التفاوت في كفاءة وفعالية الأنظمة الصحية من بلدٍ إلى آخر وكيف أن النجاح في تحقيق موقع متقدم استناداً لهذه المؤشرات لا يرتبط فقط بالقدرات الاقتصادية والتقدم الصناعي ، على أهميته ، بقدر ما يرتبط بطبيعة النظام الاقتصادي الاجتماعي والقرار السياسي الذي يقف خلف تحديد الأولويات وموقع الرعاية الصحية ضمن هذه الأولويات. 

يمثل (الشكل رقم1) الهرم السكاني على الصعيد المحلي (الأردن) حيث نجد هرماً بقاعدة عريضة مقارنة بالمجموعات المقابلة ويمثل مجتمعاً شاباً (نسبة أعلى من المواليد ، وأمل حياة أقل) .

فيما يمثل (الشكل رقم 2) جملة من الأهرام السكانية في كل من الصين، والولايات المتحدة الأمريكية، كوبا، وبعض الدول الأوروبية؛ إيطاليا، المانيا، فرنسا، اسبانيا، حيث تشترك جميعها بتقلص قاعدة الهرم مع بعض التفاوتات البسيطة بينها ، وذلك نتيجة الانخفاض في معدل المواليد والزيادة في عمر الشيخوخة (أمل الحياة أكبر) ، ومعاناتها من نمو صفري (المواليد يساوي تقريباً عدد الوفيات)  أو سلبي (الوفيات أكثر من المواليد).

WhatsApp Image 2020 04 10 at 11.35.13 PM
الشكل (1) – الأردن
WhatsApp Image 2020 04 10 at 11.35.24 PM
الشكل (2 – أ)
WhatsApp Image 2020 04 10 at 11.35.39 PM
الشكل (2 – ب) – كوبا

قد يفسر الهرم السكاني في الدول الأروبية المشار لها أعلاه إضافة إلى سوء الاستجابة أو تأخرها في التصدي لداء كوفيد 19 عدد الوفيات المرتفع، والذي تركز ضمن الفئات العمرية ما فوق ستون عاماً ، كما كشف أوجه القصور في النظام الصحي ( القطاع الصحي العام بشكل رئيسي) المهتم برعاية كبار السن الذين يمثلون أكثر من 20% من السكان ، عدى عن عوامل أخرى مرتبطة بطبيعة الفيروس وقدرته على الانتشار السريع وفترة حضاته المرض الطويلة نسبياً.

لقد ثبت من التجربة المتحققة أن الإجراءات الحكومية وصرامة تنفيذها كان لها الدور الأهم في السيطرة على المرض، فعلى سبيل المثال، عندما نقارن بين الصين وباقي الدول، نرى أن القدرة تفاوتت على إيقاف انتشار المرض ومعدلات الإصابة والوفيات. لقد ثبت أيضاً، أن عدم تقبل هذه الإجراءات من قبل السكان كان له الأثر في التزايد في أعداد الإصابات ما أدى الى الزيادة في الوفيات بطبيعة الحال (بعض الدول الاوروبية) .

الاستجابة المجتمعيّة تكون فاعلة، اذا أُخضع المجتمع ككل لمراجعة موضوعية للخبرات في مواجهة المرض في بلدان أخرى، وضرورة التخلص من الشعور بالوصمة لدى المصابين بداء كوفيد-19 الذين قد يختارون إخفاء المرض لتجنب التمييز بحقهم.

هذه المعيقات قد تمنع الناس من طلب الرعاية الصحية الفورية، بالإضافة إلى تثبيط عزيمتهم في تبني سلوكيات صحية مناسبة وضرورية للحد من انتشار الوباء . لذلك ، من المهم تقديم الرسائل والرعاية الداعمة باستمرار. وبهذا المعنى، فيجب تعزيز مبادئ الحماية المجتمعية ذات الصلة المباشرة بالحقوق الثلاثة المنصوص عليها في الميثاق الإنساني: الحق في الكرامة والحماية والمساعدة. وبالمثل، يمكن للمشاركة المجتمعية الفعالة تحديد ومعالجة الشائعات و المعلومات الكاذبة، التي تنتشر بسرعة خاصة في المدن، وبالتالي، فمن الأهمية بمكان في المناطق الحضرية ، تحديد وإشراك المجتمع بكل مؤسساته من مدارس وجامعات وجمعيات ونوادي ، ومختلف المؤسسات الجماهيرية ومؤسسات المجتمع المدني التي يمكن لها  أن تستخدم التكنولوجيا لتوفير معلومات دقيقة فورية عن الرعاية والخدمات الصحية، وهذا يؤدي الى زيادة القدرة المجتمعية على مواجهة الوباء خصوصا في ظل المؤشرات التي ذُكرت سابقا.

المصادر:

منظمة الصحة العالمية

https://www.who.int/healthinfo/paper30.pdf

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى