بيانات وتصريحات الهيئات الجماهيرية

نشرة توعوية (8) صادرة عن اللجنة الصحية للحزب

ضمن سلسلة نشراتها للتوعية الصحية حول جائحة فيروس كورونا المستجد، تقدم لكم اللجنة الصحية لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني نشرتها الثامنة، والتي تتطرق فيها إلى السؤال الشائع: لماذا يُشكل داء كوفيد-19 خطرًا على كبار السن أكثر من غيرهم؟

“الشيخوخة حسب منظمة الصحة العالمية: هي العملية الفسيولوجية المستمرة التي تبدأ عند حدوث الحمل وتتسبب في تغيرات في خصائص الكائنات الحية طوال دورة الحياة؛ وتنتج هذه التغييرات قيودًا على قابلية الكائن الحي للتكيف فيما يتعلق بالبيئة. المعدلات التي تحدث بها هذه التغييرات في الأجهزة المختلفة لنفس الفرد أو في أفراد مختلفين ليست نفسها “، وعلى الرغم من كونها ظاهرة طبيعية معروفة للجميع، إلا أنه من الصعب قبولها كواقع فطري لجميع الكائنات. الوقت/ الزمن هو نفسه للجميع ويمر  به كافة بني البشر ، ومع ذلك، فإن بعض الناس يصلون إلى الشيخوخة وصحتهم ونوعية حياتهم  أفضل من الآخرين. هذا يحدث بسبب الاختلاف بين العمر الزمني (Chronological age)، والعمر الحيوي. (Biological age)

العمر البيولوجي: هو الذي تتقدم فيه الكائنات الحية في العمر، وتنطوي على سلسلة من التغييرات الهيكلية والوظيفية التي تظهر بمرور الوقت وليس نتيجة للأمراض أو الحوادث، والعمر الزمني هو تراكم السنوات التي عشناها منذ ولادتنا. من ناحية أخرى، يعتمد العمر البيولوجي على مجموعة المؤشرات الحيوية التي تتم مقارنتها بنموذج موحد. أي أنها الحالة الوظيفية لكائننا، والأداء الفعلي مقارنة بما يجب أن يكون عليه في المعدل والمتوسط وفقًا للعمر الزمني.

ليس بالضرورة أن يرتبط التقدم في العمر  بتطور أو ظهور الأمراض المزمنة أو الزيادة في وطأتها وشدتها ، لذلك فإن أختصاصيي العناية الحثيثة لا يربطون بين العمر الزمني (Chronological age) ومخرجات التنفس الاصطناعي بشكل مطلق، مع التأكيد على أن هناك اختلافات بين من تزيد أعمارهم عن ستين سنة والفئات العمرية الأصغر في بعض الجوانب، نذكر منها ما يحدث في حالة استقلاب الأدوية (Drug Metabolism)، والتغيرات الفيسيولوجية في جهازيّ التنفس والدوران والعلاقة بينهما، وتغير الاحتياجات الغذائية(Nutritional needs)، والقابلية للهذيان(Susceptibility to delirium)، ومخرجات غرفة العناية الحثيثة(ICU Outcomes)، .

أولاً: جهاز الدوران: من ضمن التغيرات التي قد تحدث في هذا الجهاز مع تقدم العمر؛ تضخم القلب وزيادة سماكة جدار البطين الأيسر، وانخفاض معدل انقباض عضلة القلب، وتراجع الاستجابة للهرمونات الكظرية (Catecholamine) الداخلية أو الخارجية، وفي بعض الأحيان فشل في انبساط عضلة القلب (Diastolic Dysfunction)، ما يزيد من حاجتهم لكمية أكبر من السوائل مقارنة بالأصغر سناً. وهذا يفسر ارتفاع معدل اصابتهم بالجفاف أكثر من الفئات العمرية الاصغر.

مع تقدم السن، فإن بعض الخلايا القلبية (Myocytes) تستمر بالتجدد، لكن الكولاجين (Collagen)، المعروف باسم الأنسجة الرابطة، يقوم بمليء الفراغات بين تلك الخلايا وافراز الأرومات الليفية (Fibroblasts) ما يؤدي لجعل عضلة القلب أصلب وأقسى (أقل مرونة وكفاءة) ، إضافة الى ذلك فإن التليف وانقطاع التواصل بين الخلايا المُستقلية قد يؤدي الى اختلالات توصيلية (Conduction Abnormalities) كالرجفان الأُذيني (Atrial Fibrillation)، احصار القلب الحُزيمي (Bundle-Branch Block).

تؤدي التغيرات المرتبطة بتقدم العمر المتعلقة بمادتي الإيلاستين والكولاجين إلى فقدان الارتداد، حيث يزداد ضغط الدم الانقباضي (Systolic Blood Pressure)، وزيادة في فرق ضغط الدم وصلابة عضلة القلب وصولاً الى فشل في انبساط عضلة القلب، وهذا بالنتيجة، يقلل من قدرة القلب على احتمال أي من الاختلالات المذكورة في الفقرة السابقة، ويؤدي إلى ارتفاع في معدل الإصابة بالفشل القلبي. الغالبية العظمى من كبار السن قد يعانون من مشاكل في الشريان التاجي الناتج عن التصلب الشرياني الذي يتمظهر بأعراض سريرية مختلفة.

ثانيًا: الجهاز التنفسي: قد يحتاج كبار السن المصابين بداء دوفيد-19 الى البقاء على جهاز التنفس الاصطناعي لفترات طويلة وذلك لعدة عوامل، منها ضعف العضلات التنفسية، والتليف الذي يؤدي إلى نقص استجابة الجهاز التنفسي لنقص الأكسجين أو زيادة ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى انخفاض معدلات مادة (Surfactant)  ما يسبب زيادة حدوث الانخماص (Atelectasis)، وزيادة معدل الالتهابات الرئوية نتيجة انخفاض/ تضعف الانعكاسات البلعومية والصعوبة في البلع. وكل هذه العوامل تزيد من معدل الإصابة أو تدهور حالة المريض في حال وُضع على جهاز تنفس اصطناعي.

أحد التغيرات التي يمكن أن تطرأ هو الحداب الصدري (Kyphosis) ما يؤدي إلى تدني كفاءة الجهاز التنفسي ويزيد من صعوبة التنفس، إضافة الى انخفاض حجم الهواء الكلي الذي تستطيع الرئتين استنشاقه، وحجم الهواء المتبقي بعد الانتها من عملية الزفير، أي انخفاض في قدرة الرئتين على استنشاق الهواء وزفيره (أي وباختصار، تضائل في كفاءة الوظائف التنفسية).

العلاقة بين الجهاز الدوراني والجهاز التنفسي هي علاقة مباشرة ومترابطة، فجسد الانسان حكيم نفسه، فإن حدث اعتلال في جهاز، يقوم الجهاز أو الأجهزة الاخرى بالاستحابة ومحاولة التكيف من خلال عدد من المتغيرات ليوازن الاعتلال الحاصل، لكنه لا ينجح دومًا في موازنة الأمور ، ما يفسر تطور الحالة المرضية وظهور المضاعفات، فللعُمر على الأنسان حق.

 المصادر:                                                                                                                                 

منظمة الصحة العالمية: التقرير السنوي العالمي الخاص الشيخوخة

https://apps.who.int/iris/bitstream/handle/10665/186466/9789240694873_spa.pdf?sequence=1

المجلة العلمية الطبية سيلو Scielo

http://scielo.isciii.es/scielo.php?script=sci_arttext&pid=S1134-928X2014000200002

جمعية الرعاية الحثيثة الطبية –  Society of critical care medicine 

https://covid19.sccm.org/

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى