نشرة توعوية (14) صادرة عن اللجنة الصحية للحزب
ضمن سلسلة نشراتها للتوعية الصحية حول جائحة فيروس كورونا المستجد، تقدم لكم اللجنة الصحية لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني نشرتها الرابعة عشر.
في هذه النشرة نتحدث عن احتمالية تكرار عدوى كوفيد-19 عند نفس المريض بعد شفاءه، فقد أظهرت بعض التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، أن بعض المرضى الذين أظهرت نتائج فحوصاتهم انها سلبية، وعند إعادتها، تغيرت إلى نتيجة إيجابية وهم ما زالوا ينتظرون خروجهم من المشفى. من جانب آخر أفاد مسؤولون في كوريا الجنوبية أن 91 مريضًا كان يُعتقد بأنه قد تم علاجهم وتخلصهم بالكامل من الفيروس أظهرت نتائجهم قبل خروجهم من مراكز الحجر أنها إيجابية. وقال جيونج إيون كيونج، مدير المركز الكوري للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، في مؤتمر صحفي في وصفه لهذه الحالات، أن الفيروس قد “استعاد نشاطه“، ولم يتم التعامل على أساس أنها عودك للإصابة بالمرض.
من ناحية أخرى وحسب برتوكولات التعامل مع المرضى المصابين بداء كوفيد-19 فانه يجب فحص المريض مرتين على الأقل باستخدام فحص تفاعل البوليمرازات المتسلسلة (PCR) بالإضافة الى التحسن السريري، وعند تحقق هذه الشروط يتم السماح للمريض بالخروج بعد 24 ساعة من ذلك. في بعض الحالات، فإن المرضى وعلى الرغم من التحسن السريري، استمرت نتائج فحص (PCR) لديهم إيجابية، ولحل هذه المعضلة، حسب منظمة الصحة العالمية، فانه يجب على القائمين على الأنظمة الصحية جمع العينات بشكل منهجي من المرضى الذين تم شفائهم وتوثيقها، حتى نفهم بشكل أفضل هوامش المدة الزمنية القصوى الضرَورية للتخلص من الفيروس.
إذا، فحسب التقارير والمعطيات المتوفرة، نحن أمام احتمالين، الأول هو احتمال تجدد العدوى (Reinfection) عند نفس المريض بعد أن تعافى وكانت نتائج فحصه سلبية، والاحتمال الثاني أن الفيروس يقوم “بإعادة تنشيط نفسه” (Reactivated)؟ ما هي المحددات والأسباب لذلك؟
لا يزال هناك الكثير من الغموض، وليس هناك جواب قاطع، لكن بعض الخبراء فسر إيجابية الفحوصات مرة أخرى بعد سلبيتها بانها لم تكن أمثلة على تجدد العدوى. فمعروفٌ في علم المناعة أن استجابة الجسم بتشكيل الأجساَم المضادة ضد الفيروس، تعني أنه من غير المحتمل أن تُعاد العدوى للمرضى الذين تعافوا من كوفيد-19، على الأقل خلال الأشهر التالية للإصابة بالفيروس. في حالة الاصابة بكوفيد 19 فعادة ما يتم رصد الأجسام المضادة في جسم المريض بعد حوالي 7 إلى 10 أيام من الإصابة بالفيروس لأول مرة، لذلك فإن التفسير الأرجح في ظهور اختبار ايجابي بعد الشفاء، أن الاختبارات السلبية سببها خلل تقني له علاقة بكفاءة الفحص الذي أجري، وأن الشخص كان لا يزال مصاباً.
حسب ديفيد هوي، اخصائي الأمراض التنفسية في الجامعة الصينية في هونغ كونغ، الذي درس وبحث في تفشي مرض السارس 2002-2003: “قد يكون ذلك بسبب جودة العينة التي تم أخذها، وربما لأن الاختبار لم يكن حساسًا بما فيه الكفاية”. والسبب الآخر لإمكانية ظهور الفحوصات الإيجابية بعد الشفاء هو الكشف عن الحمض النووي الفيروسي المتبقي في الجسم، ولكن ليس بكميات كافية للتسبب بالمرض، كما يقول ميناشيري (اخصائي أمراض الدم والسرطان في ولاية ميريلاند الأمريكية): “الحمض النووي الفيروسي يمكن أن يستمر لفترة طويلة حتى بعد إيقاف الفيروس الفعلي” . ويؤكد ذلك البروفيسور أوه ميونج دون، أستاذ الطب الباطني في جامعة سيؤول الوطنية وعضو المجموعة الاستشارية الفنية والاستراتيجية لمنظمة الصحة العالمية للأخطار المعدية، إن التفسير الأكثر منطقية هو أن الاختبارات التقطت بقايا مادة وراثية فيروسية في الجسم، وليس تجدداً في الإصابة لمرة أخرى.
اليوم يقوم الباحثون بدراسة هذه الظاهرة، فقد أظهرت دراسة صادرة عن جامعة شينزهان الصينية أن بعض المرضى (38 مريض من أصل 262) الذين كانت فحوصاتهم إيجابية أظهروا بعض الاعراض الخفيفة، وجميعهم كانوا من الشباب، أما في جامعة ووهان، فبعد عمل فحوصات لأربعة أطباء أظهرت فحوصاتهم إيجابيتها 3 مرات، أنهم لم يعانوا من أي أعراض وأن عائلاتهم لم تُصب بالعدوى. وبذلك وحسب الخبراء الصينين والدكتور ميناشيري (آخذين بعين الاعتبار القراءات الأولية) أن المرضى قد يكونون مناعة ضد المرض على الأقل لسنتين أو ثلاث.
المصادر:
مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها:
https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/hcp/faq.html
المجلة الطبية (Medscape):
https://www.medscape.com/viewarticle/928567
صحيفة (Time):
https://time.com/5810454/coronavirus-immunity-reinfection/