بيانات وتصريحات الهيئات الجماهيرية

نشرة توعوية (١٠) صادرة عن اللجنة الصحية للحزب


ضمن
 سلسلة نشراتها للتوعية الصحية حول جائحة فيروسكورونا المستجد، تقدم لكم اللجنة الصحية لحزب الوحدةالشعبية الديمقراطي الأردني نشرتها العاشرة:

نستكمل في هذه النشرة الحديث عن التغيرات الفيسيولوجيةفي سن الشيخوخة ومدى تأثيرها في حال أصيبَ المُسِن بداء كوفيد-19. (راجع النشرة الثامنة)

ثالثًا: الجهاز البولي ( وهنا سنخص الكُلى من الجهاز البولي)؛ فمع تقدم العمر البيولوجي للإنسان يفقد جسم الإنسان في كل عام عددًا من الخلايا الكلوية (Nephrons) بنسبة تتراوح ما بين ال (0.5% و1.0% سنوياً)، مما يعرضه لتغيرات في تدفق الدم الكلوي (Renal Blood Flow) التي تسبب مشاكل في القدرة على تركيز البول وتقلل الاستجابة للهرمون المانع لإدرار البول (ADH)، وهذا الخلل في وظيفة الكُلى يسبب فقدان المزيد من الماء واعتلال توازن الشوارد (Electrolyte Imbalance) وصولاً إلى الجفاف. قد يُعاني 13.9% من كبار السن من فشل كلوي، لذلك فمن الضروري دومًا حساب معد لتصفية الكرياتينين عند هذه الفئة من المرضى، وبالأخص من يعانون من امراض الضغط والسكري التي تتسبب بحدوث انخفاض معدل الترشيح الكُبيبي (GFR).

رابعًا: سوء التغذية؛ وهو من أكثر الاختلالات شيوعًا عند كبار السن عند دخولهم المستشفى أو بعد أيام قلية من دخلوهم له، وخصوصا المصابين بحالات حرجة، فيضطر الجسم لاستخدام الكتلة العضلية كمصدر احتياط للتزود بالطاقة (غليكوجين والبروتينات) نتيجة تسارع عمليات الأيض خلال المرض ونقص التغذية إضافة الى قلة الحركة والرقود بالسرير، وفي المحصلة النهائية يؤدي كل هذا الى الهُزال العضلي ونقص الكتلة العضلية (Muscle Wasting). كذلك هناكأهمية للمراقبة الحثيثة والمباشرة للمرضى كبار السن، حيث تكون نسبة حدوث تسمم الدم (Septicaemia) والتعرض للوفاة جراء ذلك مرتفعة لديهم، وتزداد وطأتها عند حدوث ضُمور وهُزال عضلي، وجفاف، وسوء تغذية أكبر. ولتفادي هذه المضاعفات تتم استشارة اخصائي تغذية لمعالجة هذه الحالات لضمان تقديم الرعاية الغذائية المناسبة خلال أقل من 24 ساعة من دخوله غرفة العناية الحثيثة.

*هذه التغيرات تجعل من تناول الأدوية أحد عوامل الخطر التي قد تؤدي عواقب ومضاعفاته خطيرة، كالتسمم الكيميائي الناتج عن خلل فيتصفية الجرعات من قبل شبكة الأيض في الجسم، ولهذا ينصح بعمل فحص لمعدلات الأدوية في الدم في هذه الحالات .

خامساً: الهذيان وهو أحد المؤشرات لخلل وظيفي في الجهازالعصبي المركزي، وقد يكون سببه اختلال أو مرض دماغي كالجلطات الدماغية (Cerebral Stroke)، الأورام الدماغية، الالتهابات، هذيان الشيخوخة (Dementia)، أو نتيجة تغيرات سببتها أمراض أخرى؛ كأمراض القلب، والتنفس، أو التسمم الدوائي. ويشير الأخصائيون إلى أن 33% الى 50% من كبار السن المدخلين إلى المستشفيات من الممكن أن يعانوا من هذه الحالة، وقد تصل النسبة الى 70% في حال دخولهموحدة العناية الحثيثة. قد يُصاب كبار السن بالهذيان أيضاً إذا أُخرجوا من نطاق البيئة المحيطة بهم (من أشخاص أو أماكن)، دون أن تكون لديهم أي معاناة من الأمراض المذكورة سابقًا.

للهذيان عواقب وخيمة يجب تفاديها، فمن الممكن أن يؤدي الى نقص في الحركة، خمول في النشاط وما يترتب عليه من ضمور العضلات، تقرحات نتيجة الرقود المستمر في السرير، الكسور وخصوصا في الحوض، الانصمامات (Thromboembolism)، التبول اللاإرادي، الامساك، والاكتئاب الذي يؤدي الى المزيد من المشاكل الصحيّة أويُفاقم ما هو موجود منها.

للوقاية من الهذيان يُنصح بالمراقبة الحثيثة لكبار السن، والحرص على تواجدهم في بيئة صحية مستقرة وتجنب التغيرات المفاجأة،  كذلك التوجيه المستمر من العائلة وقيامهم بنشاطات جديدة لقضاء اليوم والحيلولة دون الملل، اكتساب عادات نوم جديدة إذا كان يعاني منمشاكل في النوم، وتقليل الأدوية التي تتسبب بأعراض جانبية خطرة. 

*ملاحظة: التقرحات الناتجة عن استمرارية الرقود (Pressure Ulcer)، أو كما يُطلق عليه حديثًا (Never Event) أي “الحدث الممنوع حدوثه” وذلك لارتفاع نسبة وفيات أو تسمم الدم من يعانون من هذه التقرحات: 73% من المصابين بهذه التقرحات قد يتوفون خلال أسبوعين و60% قد يصابون بتسمم في الدم (Septicaemia). للوقاية من هذاالمرض أو العلة يجب العمل على مجموعة عوامل؛ سلامة التغذية، الوقاية من الجفاف، الاستمرار في تحريك المريض دوما من السرير الى كرسي أو مساعدته على المشي، وفي حال ملاحظة أي تقرحات يجب استشارةطبيب لتوجيه العائلة كيفية العناية بها.

المصادر:

جمعية الرعاية الحثيثة الطبية –  Society of critical care medicine 

https://covid19.sccm.org/

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى