أخبار محلية

ندوة حول استقلال الأردن تؤكد على أهمية الخلاص من التبعية للغرب وإملاءات صندوق النقد الدولي

أكد المشاركون في الندوة التي أقامها ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية بمناسبة عيد الاستقلال، على أن الظروف الصعبة التي تواجه الأردن داخلياً وخارجياً تفرض علينا طرح سؤال “أين نحن من الاستقلال”

ولفت المشاركون إلى أن القرار السيادي الأردني، لم يكن حاضراً بما يكفي في ظل التبعية للإرادة الغربية وصندوق النقد والبنك الدوليين، والتي تفاقمت بعد توقيع معاهدة وادي عربة، وانخراط الأردن الرسمي علنياً بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وربط خياراته  الاستراتيجية بالمعاهدة.

الندوة التي جاءت تحت عنوان ” بعد (72) عاماً على الاستقلال .. الأردن إلى أين؟” وأقيمت في مقر حزب الوحدة الشعبية، أدارها الرفيق المهندس عمر الفزاع/ العضو القيادي حزب البعث العربي الاشتراكي، وتحدث في الندوة كل من الدكتور سعيد ذياب /الناطق الرسمي باسم الائتلاف وأمين عام حزب الوحدة الشعبية و المهندس أحمد سمارة الزعبي/ نقيب المهندسين والدكتور عصام السعدي/ باحث ومؤرخ.

وأكد الفزاع في بداية الندوة على أنه في ظل هذه الظروف وعندما تمت الدعوة إلى مؤتمر أم قيس قبل 98 عاما كان اجدادنا ينادون باستقلال الأردن وبتوحيد سوريا الطبيعية فكان هم التحرر والخلاص من الاستعمار وتحريم بيع الأراضي الفلسطينية لليهود هي الشعارات التي كان ينادي بها اجدادنا وما زلنا نكافح ونناضل من أجلها .

وفي مداخلته التي قدمها، أكد الدكتور سعيد ذياب /الناطق الرسمي باسم الائتلاف وأمين عام حزب الوحدة الشعبية على أنه في ظل الظروف الصعبة – والتحديات التي تواجه الأردن –الداخلية الخارجية يصبح السؤال المركزي بعد 72 عاما اين نحن من الاستقلال ومن شروط الاستقلال؟!

للاجابة على هذا السؤال لنحاول على الأقل التعرف على مفهوم الاستقلال وفق المحاور التالية:

1- انفراد الدولة في ادارة شؤونها الداخلية وعدم خضوعها لرقابة دولة اخرى

2- تمتعها بالسيادة

3- غياب التبعية

في البداية ظروف النشأة والتكوين ان قيام الكيانات يرتبط بارادة ذاتية داخلية من خلال تبلور حركة شعبية تطالب بالاستقلال، أو تطور واقع اقتصادي ذاتي يخلق الحاجة لقيام الدولة – السلطة.

بالاضافة الى الارادة الخارجية وهذه المسألة تلعب دورا كبيرا في تحديد مدى اكتمال عملية الاستقلال.

ارتبط ظهور الأردن بارادة دولية – جزء من استحقاق وعد بلفور – بعد سقوط الدولة السورية والاحتلال الفرنسي نتاج لما عرف بـسايكس بيكو.

ظروف النشأة والتكوين

  • ارتباط الاقتصاد بالدعم الخارجي
  • التبعية السياسية للقوى الدولية

ان هذه التبعية فرضت على الكيان الوليد – اجهزة مدنية – وعسكرية أكبر بكثير من الاحتياجات الفعلية ارتباطاً بالدور الوظيفي، بالاضافة الى أن هذه الحالة كرست اولوية التحالف مع الولايات المتحدة – اسرائيل مقابل الرفض الشعبي نتاج الفجوة بين الحكومة والمجتمع بما يعني لجوء الحكم للقمع “الديمقراطية الشكلية” .

فيما لفت المهندس أحمد سمارة الزعبي/ نقيب المهندسين إلى الاستقلال وجدلية “الإرادات الثلاث” تشكلت الدولة الاردنية وفق توافق ثلاث ارادات ارادة الانجليز وارادة الأمير وارادة السكان

ارادة الانجليز تجسدت عبر مسيرة الدولة الاردنية لغاية منتصف الخمسينات حينما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية  بالنقطة الرابعة وبما يسمى نظرية الاحلال واستمرت هذه النظرية الى يومنا هذا “بتبادل ادوار في الهيمنة على القرار السياسي الاردني ولا استبعد هنا ايضا في العامل الخارجي البعد الاسرائيلي سواء ما قبل وادي عربة وما بعدها”.

وإرادة الأمير تتجسد بالهاشميين بدأ بالامير عبدالله الذي توج ملكا ثم الملك طلال ثم الملك الحسين وصولا الى الملك عبدالله الثاني.

إرادة السكان تجسدت بالشعب هذا الشعب الذي طرأت عليه تطورات درامتيكيه التي بدأت بحرب ال 48 ثم نكسة حزيران  1967 و الالاف الذين عادوا من الكويت بعد حروب الخليج .

مرحلة الانجاز والاستقلال مرت بمراحل ثلاث اولها اعلان تأسيس الامارة وتوقيع الاتفاقية البريطانية عام 1927 لعب بها السكان عاملا اساسيا في ارساء قواعد الدولة تجسدت في مؤتمرات السلط وام قيس…. الخ.

وأضاف الزعبي ان الارادات الثلاث الى يومنا هاذا تتحاور وتتصارع تتناكف وتتوافق محصلتها كانت المعاهدة الأولى والتأسيس والمعاهدة الثانية والاستقلال ومرحلة ثالثة عربت قيادة الجيش واسقطت الاتفاقية واطلقت العنان لمرحلة انجاز الاستقلال وصيانته وحمايته ورغم غضبنا في هذا الوطن ورغم خوفنا على هذا الوطن لا زال لدينا متسع من الأمكنة والأزمنة لنحتفل بذكرى استقلالنا ونجوب الشوارع والميادين مرددين حماك الله يا وطني.

وقدم الباحث والمؤرخ الدكتور عصام السعدي مداخلة تاريخية تطرق فيها إلى تاريخ تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، وعاد بالتاريخ إلى استراتيجية التقاسم الاستعماري ممثلة بسايكس بيكو التي كانت تستهدف نحر مشروع التحرر العربي الذي على أساسه التف كل العروبيين والتقدميين حول “ثورة الشريف الحسين”، وحالة الخذلان التي صاحبت نتائج الثورة كانت بالنسبة للعروبيين السوريين ( سوريا الطبيعية “سوريا الأردن لبنان وفلسطين”) وكانت حالة الخذلان للضباط العراقيين الذين ساهموا بالثورة على اساس التحرر والاستقلال.

ولفت السعدي إلى أن الجماهير الاردنية خاضت خلال فترة عشرينات والثلاثينيات والاربعينيات نضالا عنيدا من أجل خلق برنامج وطني أردني تمثل منذ ذلك الوقت بالميثاق الوطني الأردني وظل المجتمع الأردني محروما من تشكيل هوية وطنية معروفة له حتى اليوم، لا ينطبق على الشعب الأردني  مكنونة الشعب نحن  مجاميع بشرية من قبل الرأسمالية حتى العشيرة كمؤسسة  تم تعريتها من مقومات وابعاد وطنية واخلاقية كانت فيها فلم تعد العشيرة مؤسسة كما كانت في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى