نائب الأمين العام د. عصام الخواجا : ” الولايات المتحدة شريك أصيل في مشروع ضرب المقاومة وإخضاع شعوبنا لإرادتها”
بدعوة من حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن نظم يوم أمس مسيرة جماهيرية حاشدة بالقرب من السفارة الأمريكية في عمان، وذلك في إطار الدعم والإسناد المتواصل لفلسطين ولبنان، والتأكيد على رفض دور الولايات المتحدة الرئيسي والمتواطئ في حرب الإبادة المستمرة والمتواصلة ضد شعبينا اللبناني والفلسطيني وتدخلاتها في المنطقة.
وفي هذا السياق ألقى نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية د. عصام الخواجا كلمة الملتقى بالجماهير المحتشدة مؤكداً فيها على الدعم الكامل واللامشروط للمقاومة ومحورها واستنكر فيها دور الولايات المتحدة الضالع بشكل محوري في حرب الإبادة ومعبراً عن موقف الشعب الأردني الأصيل والملتحم مع قضايا أمتنا والقضية المركزية فلسطين ووقوفهم مع المقاومة في وجه المشاريع التصفوية والمطامع التي لا تطال فقط فلسطين بل تطال الأردن والمنطقة بأكملها.
مرفق نص الكلمة كاملة
“أبناء شعبنا الاردني العظيم
الأخوات والأخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام والتحية والاجلال باسمكم لأرواح شهداء المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، شهداء ملحمة طوفان الأقصى .. شهداء على طريق القدس
السلام والتحية والاجلال لأرواح شهداء الأردن منذ فجر المواجهة مع العدو الصهيوني ومشروعه الاستعماري .. من الشهيد كايد المفلح العبيدات والشهداء محمد الحنيطي وموفق السلطي وفراس العجلوني .. وشهداء جيشنا العربي والمقاومة الفلسطينية في معركة الكرامة .. وصولاً وليس انتهاءً بشهداء الإنتصار لفلسطين وغزة ، ماهر الجازي الحويطات ، وعامر قواس ، وسامر أبو غزالة.
السلام والتحية لأرواح شهداء قادة المقاومة والنزال التاريخي مع الاحتلال الصهيوني ، الشهيد القائد يحيى السنوار أبو ابراهيم قائد ومفجر طوفان الأقصى ، والشهيد القائد حسن نصرالله قائد جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية .. وكل من سبقهم من قادة المقاومة الفلسطينية واللبنانية على طريق التصدي والمواجهة مع المشروع الصهيوني الأمريكي
نوجه التحية باسمكم لشعبنا الفلسطيني الصامد الصابر والمقاوم في غزة .. في النصيرات ودير البلح وخان يونس ورفح والوسطى ..
نوجه التحية لشعبنا الفلسطيني في مخيم جباليا المقاومة .. في بيت لاهيا .. في بيت حانون .. هذا الشعب الذي يسطر ملحمة جديدة في الثبات والصمود ويرفض التهجير بكل ما أوتي من قوة ، ليفشل مخطط الجنرالات ، ومخطط هذا الاحتلال لتفريغ شمال قطاع غزة من شعبنا باستخدام القوة الغاشمة والهمجية المجرمة والمتوحشة .. وسعيه لاحتلال شمال القطاع وضمه لكيانه.
نوجه تحية الاكبار والاعتزاز للكوادر الطبية والاسعاف التي صمدت في مستشفى كمال عدوان ، ومستشفى العودة ، والمستشفى المعمداني ، والمستشفى الإندويسي وكل مستشفيات القطاع الصامد ، رغم التدمير المنهجي للبنية التحتية ومنع وصول المستلزمات الطبية ، والفرق التطوعية.
ونوجه التحية لأرواح شهداء الإعلام والصحفيين الذين ينقلون الحقيقة ويلتحمون مع المقاومة وحاضنتها لتوثيق ونقل الحقيقة.
تحية التقدير والإكبار للمقاومة اللبنانية التي تسطر ملاحم الصمود والثبات والتصدي لمئات محاولات جيش الاحتلال وقوات نخبته للتوغل البري على الحافة الحدودية بين شمال فلسطين وجنوب لبنان ، وتكبده كل يوم خسائر فادحة ستكون كفيله باجباره على اعادة حساباته ، وستكلل بالنصر المؤزر ولو بعد حين ..
هذا المقاومة التي انتقلت من مرحلة الاسناد لغزة منذ الثامن من أكتوبر من العام الماضي إلى مرحلة إيلام العدو الصهيوني وضربه في العمق ..
التحية لشعبنا اللبناني حاضنة المقاومة الذي دُمرت بيوته وهُجر قسراً من قراه وبلداته ويتعرض لنفس خطة التدميري المنهجي الذي تعرضت وتتعرض له غزة ، لأن مقاومته ربطت مصيرها ومصيره بمصير غزة ومقاومتها ، وربطت استمرار اسنادها بوقف العدوان على غزة بشكل نهائي وكامل ..
إنها وحدة المصير والمسارات المعمدة بالدم والتضحيات .. تجسدها المقاومة في لبنان وفلسطين ، ومن خلفهما اليمن والعراق وكل محور المقاومة ..
لقد حان الوقت لأن تحذو الدول العربية حذو شعوبها وروح وثقافة المقاومة لديها .. فالخطر الصهيوني التوسعي منذ أن بدأ يتجسد على أرضنا العربية قبل اكثر من قرن من الزمان ، لم يكن يستهدف فلسطين وحدها ، بل يستهدف ، وعلى لسان قادته ومؤسسي مشروعه ووثائقهم المنشورة ، يستهدف الأردن والعراق ومصر وسورية .. من الفرات الى النيل هي دولة اسرائيل كما يقولون ويدعون .. والآن فإن هذا الكيان ومن خلفه أمريكا بحزبيها الديمقراطي والجمهوري يعلنون جهاراً نهاراً وصراحة عن شرق أوسط جديد صهيوني أمريكي ، هم فيه السادة ونحن العبيد .. هم يخوضون معركة وجودية ، عنوانها إما بقاء الكيان الصهيوني وتمدده وهيمنته على المشرق العربي وتكريس النفوذ والهيمنة الأمريكية المطلقة ، وإما مواجهة خطر الأفول والتراجع الآيل إلى السقوط … وهذا ما يفسر هذه العدوانية المنفلتة من أي قانون أو ضوابط .. فالعدو وخلفَه أمريكا يخوضان معركة أن يكونو او لا يكونو .. وشعوبنا ومحور مقاومتها يقولون .. أن هذا العدو إلى زوالٍ ، بالمقاومة لا بالمساومة ، ولو بعد صبر ، وبعد حين ..
بعد أيام سنكون امام محطة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ونتائجها .. وقد حولت إدارة بايدن المواجهة المحتدمة على أرضنا في فلسطين ولبنان إلى بيدقٍ تريدُ تحريكه بما يخدم غاياتها الانتخابية … وما تحرك هوكشتاين المبعوث الامريكي الصهيوني بجولات وحوارات مكوكية يصول ويجول في المنطقة ومعه بلينكن ، ما يذكرنا بهنري كيسنجر وسياسة الخطوة خطوة ، في سعيهم للتحايل والتضليل وكسب الوقت للقيام بمزيد من الضغط والتدمير وجرائم الابادة لحمل المقاومة على تقديم التنازلات على حساب ثوابتها وشرطها .. من خلال مقترحات بائسة لوقف مؤقت لاطلاق النار .. وتبادل محدود للأسرى ، ليعاود العدو الصهيوني بعد انجلاء نتائج الانتخبات الرئاسية الامريكية عدوانه واستمراره في مخططه في سعية للقضاء على المقاومة ..
لكن المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي ترفض التراجع وتقديم التنازلات المجانية تحت النار ، ستجبر هذا العدو ومن خلفه الولايات المتحدة وداعميهم على الرضوخ لشروطها ، بالنقاط والصبر والثبات ، ولن تنطلي عليها كل هذه الخدع والأكاذيب ، وهذا حال لسان قادتها والناطقين باسمها.
هذه الادارة المنافقة والشريكة في العدوان ، كان أمامها عام كامل لتضغط على كيان الاحتلال لوقف عدوانه .. ولم تفعل ذلك لأنها شريكة أصيل في مشروع ضرب المقاومة وإخضاع شعوبنا لإرادتها.
كلنا يعلم أنه عشرة أيام ، في الحادي عشر من نوفمبر القادم ، وبعد أن تكون نتائج الانتخابات الأمريكية قد اتضحت ، هناك دعوة لقمة عربية اسلامية ل 57 دولة .. ونستذكر القمة السابقة ومقرراتها .. ما ذ فعلت ؟ ماذا كان أثرها؟ هل أوقفت عدواناً ، أو منعت إبادة .. هل ضمنت عدم حدوث مجاعة وانتشار الأوبئة والأمراض .. وهل وهل وهل ..فقراراتها لم تساوي في وزنها النوعي قيمة الحبر الذي كتبت فيه ..
برغم عدم رهاننا عليها وعلى قادتها ، ولكننا نقول لهذه القمة ، ولقادة دولها لأن أمامكم فرصة تاريخية لتغيير وجه العالم .. بأن تقولو لا لأمريكا وإسرائيل ، وأن ترفضوا املاءاتهما ، وان تنحازو لخيار شعوبكم التي ملأت الشوارع والساحات دعماً واسناداً للمقاومة وخيارها ..
وقبل الختام أوجه باسم الملتقى الوطني لدعم المقاومة وباسم جماهير شعبنا الأردني المجتمع في هذا المكان الدعوة مجدداً للحكومة الأردنية ولمركز القرار بأن الأردن أصبح مستهدفاً من العدو الصهيوني وأطماعه التوسعية أكثر من أي وقت مضى ، وها هم وزرائه وقادته يصرحون باستهداف الأردن أرضاً وشعباً وكياناً ، فلماذا تستمر معاهدات واتفاقيات التطبيع ، والعلاقات الديبلوماسية.
الأردن يجب أن يستعد لكل الاحتمالات ، فها هي فرقة جديدة ينشأها جيش الاحتلال على الضفة الغربية من نهر الأردن ، وبالتأكيد فالدوافع عدوانية ضد الأردن.
لماذا تستمر القواعد الأمريكية والغربية ألتي تهدد وتنتهك السيادة الوطنية
لقد آن الأوان لإلغاء كافة هذه الاتفاقيات والمعاهدات مع من يشكلون الحلف المعادي لشعبنا الأردني ولأمتنا العربية والإسلامية
نحيي معاً الذكرى السنوية الاولى للسابع من اكتوبر .. ولكننا ايضا نحيي الذكرى السنوية الاولى للثامن من اكتوبر الذي جسد طريقاً ونهجاً جديداً .. وتحولاً نوعياً في مفهوم وحدة الساحات .. إنها وحدة المسيرة ووحدة المصير…
عاشت الذكرى السنوية الأولى للسابع من أكتوبر
عاشت الذكرى السنوية الأولى للثامن من أكتوبر
المجد للشهداء .. الشفاء للجرحى .. النصر للمقاومة”